د . سليمان المقطري | اعتذار قبل فوات الاوان

كتب
الجمعة ، ٢٢ ابريل ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٢٥ صباحاً

حين قرأت مؤخراً شهادة السكرتير الصحفي لمحافظ تعز السابق شوقي احمد هائل عن تفاصيل محاولة اغتيال المحافظ (بمقذوف صاروخ لو) في مساء يوم 20 ابريل من العام الماضي في منزله بمنطقة المجلية التمست للاخ شوقي اعذار كثيرة ابرزها مغادرته تعز ثم الوطن .

 

كان منطقيا ان يغادر تعز لان الذي حاول اغتياله - على الارجح - لن يهدأ له بال الا بعد ان ينجح في مهمته وبالتالي كان بالامكان ان تتكرر محاولات الاغتيال الى ان يصيب الفاعل هدفه فيصبح شوقي هائل بغمضة عين في خبر كان .

 

جاء في شهادة سلطان مغلس (ان محافظ تعز السابق نجا قبل عام وبالتحديد في 20 ابريل من العام الماصي من محاولة إغتيال آثمة بواسطة اطلاق ( قاذف صاروخ لو) من جهة مجهولة استهدف المكان الذي كان متواجداً فيه وتحديداً في (منزل المحافظ) الرسمي قبل أن يغادره بلحظات قليلة عقب اجتماعه مع بعض ممثلي الجهات الخدمية لإنقاذ الوضع الانساني في المدينة.

 

واضاف السكرتير الصحفي : حينها وللأمانه والانصاف فضّل " المحافظ السابق "عدم نشر او تداول خبر محاولة اغتياله حرصاً على عدم استغلالها من أي جهة كانت تسعى لإذكاء نيران الفتنة وصب الزيت على النار، لاسيما وأن في تلك اللحظات كانت مؤشرات الإحتراب في بدايتها)

 هذه الشهادة تضعنا امام حقيقة ان الاخ شوقي كان آنذاك مستهدفا ليس من جهة واحدة وانما من اطراف كانت ترى في قتله فرصة لاثارة فتنة كببرة خاصة وانه ابدى في تلك الفترة امتعاضا شديدا من رفض قادة عسكرين لاوامره ، قد لايكون لهؤلاء القادة صلة بمحاولة الاغتيال لكن المؤكد ان الفاعل كان ينوي الصاق التهمة بهم .

 

نجاة محافظ تعز السابق من محاولة الاغتيال فوتت فرصة ايجاد مبرر لانتفاضة شعبية عارمة ضد العسكر وحرصه على عدم بث الخبر او تداوله يعكس مدى وعيه بحساسية الظرف الذي كانت تمر به تعز ، كان بإمكانه ان يسرب الخبر ويحظى بشهرة واسعة كما يفعل رجال الساسة ، يحولون من الحبة قبة ، ان مغادرته لتعز ولليمن اسدلت الستار على احداث ربما كانت ستشهد تطورات مأساوية ، لقد اتخذ القرار الحكيم في الوقت المناسب تفاديا لاستهداف تعز من خلاله وليس استهدافه فحسب ، لم يكن مجديا بقائه في تعز بوجود اطراف تتلقى التوجيهات من صنعاء ، كانت كلمته - بحسب علمي - غير مسموعه بعد احتدام الخلافات وهذه ليست مشكلته وانما مشكلة من غض الطرف عن مصلحة تعز وفكر فقط في مصلحته كائن من كان .. واجدها فرصة لتقديم الاعتذار للاخ شوقي فقد كنت اتهمته قبل عام بالهرب لكني بعد ان قرأت شهادة سكرتيره الصحفي التمست له العذر بل واعتبرت قرار مغادرته قرارا حكيما باعتبار ان الوضع في تعز كان مخيفا وغير مستقر كما انه كان مستهدفا من اكثر من طرف وقبل ذلك كان قد اتخذ قرارا صائبا بتقديم استقالته من منصبه حتى لايتحمل مسؤلية اراقة قطرة دم واحدة وليبرئ ذمته امام الله وامام ابناء وطنه .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي