مهيب قضى نحبة وطارق ينتظر.. جرحى الثورة يحتضرون

كتب
الخميس ، ١٧ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٦ مساءً
  عبد السميع محمد توفى اليوم جريح الثورة وهيب مهيوب سيف مثخناً بجروح اصيب بها في واقعة ملحمة جولة (النصر) كنتاكي سابقاً على الطرف الجنوبي لساحه التغيير صنعاء. اش وهيب اشد المعاناة والالم وسط اهمال فاضح من قبل القوى التي تسنمت الثورة وابهتت زهوها الوهاج وبات في يدها زمام (التربيخ) والتصعيد لفعاليات الساحات الثورية بالقدر الذي تتطلبه عملية زحزحت "جرة" النظام من ركن لآخر. غادرنا الشهيد مهيب وقد كان كذلك ، اسماً على مسمى وهو يدك بنحرة الاعزل تحصينات الطغيان في اكثر من واقعة ملحمية ثورية وكان في واقعة "النصر" جوله كنتاكي والى جانيه المئات من المغاوير من ذوي الصدور العارية سيد الموقف’ اخترقته رصاصات القناصين الجبناء لكن الدبابات طأطأت له مدافعها خوفاً ومهابة. ما قتل المهيب ليس فقط الاهمال والنبذ السافر من قبل المتحكمين بدفة الثورة ومقدراتها داخل الحكومة وفي الساحات بل كان للمآل الثوري المخيب للآمال نصيباً من الشراكة في الجريمة. مات مهيب بحسرته بعد ما يزيد عن سبعة اشهر من الاهمال والنبذ والعوز ، وجرحة الغائر ينزف .. طرد خلال رحلته العلاجية من اكثر من مستشفى حكومي واقفلت مستشفيات خمسة نجوم في وجهه ابوابها ، ونعت بالمغفل والمتطفل المتطاول على الزعامات الثورية الجديدة, وجد نفسة ذليلاً مقعداً عن الحركة بعد ان كان الاسد الضرغام في معترك الثورة الحقيقي’ والامر من ذلك انة راى بأم عينيه انحسار المد الثوري الى منحنيات التسوىة العقيمة فتمنى في لحظة تأمل لوا انه غادر ساحة الحياة برمتها باكراً مع المئات من رفاقه الشهداء الذين سطروا اروع الملاحم وغادرونا مع اطلالة الفجر الرائع المرصع بالأمنيات والتطلعات العذبة. قبل مهيب غادرنا العديد من ابطال الثورة الجرحى وحاول اثنان من جرحى ساحة الحرية بتعز احراق نفسيهما على الملاء في منصة ساحة التغيير بصنعاء ولم يتمكنا من الفرار من عالمنا لأن المطفؤون والمسعفون كانوا لهما بالمرصاد. وها هو جريح الثورة الاخر طارق سعد محمد يحتظر خلف جدران الصمت المريب بعد ان تنكرت له لجنة ساحة التغيير واحزاب المشترك وحكومتها النصف ثورية وبات وحيداً اعزلا من الحيلة يصارع العوز والالم وهو الثائر المقدام الذي لم يعرف الفر في اكثر من معترك ، وكان في بيعة (كنتاكي) الشهيرة في شهر ابريل تلك المحرقة المؤلمة التي زج بالعشرات بل المئات الى جحيمها ليلاً بدافع التضامن مع الثوارفي ساحة الحرية تعز واحد ممن واجهوا فاجعة الغدر ببسالة مشهودة ، وبينما كانت منصة الساحة تبث برنامجها الاعتيادي الممل من تمثيليات واغاني اطفال كان طارق سعد والمئات من الثوار في قبضة الموت الهمجية بين فكي كماشة اعدت سلفا ..قتل العشرات وسرقت جثث البعض واختفى العشرات احياء بعضهم لايزال مصيرهم مجهول حتى اليوم. وكان طارق يتكوم عند ركن الجامعة القديمة ينتظر قدره المكتوب بعد ان خلص العشرات من قبضة الموت المسعورة . بعد ان فرقتنا الأدخنة السامة والرصاص الحي هرعت الى المستشفى الميداني وعانقته حينها بحرارة فاذا بي اسمعه يردد بصوت خافت ومرتعش تلك الاغنية التى الهبت مشاعر الثوار (وهبناك الدم الغالي فهل يغلي عليك دم ـ نصون شموخك العالي و....) اصابة طارق الاولى في المعترك الثوري طفيفة اما الثانية غكانت القاضية أقعدته وغيرت ملامح وجهة البشوش لكن ابتسامته السمحاء تخبرك انه طارق بروحه الشفافة وسجيته البريئة . يحتاج طارق الى ثلاث عمليات دقيقة في الخارج وعناية فائقة حسب التقرير الطبي الصادر من مستشفى الثورة العام والفحوصات والتشخيصات المرفقة من المستشفيات المحلية ومن العاصمة المصرية القاهرة التي قصدها للعلاج ، لكنة لم يجري سوى الفحوصات وعاد خائباً لان تحويشة العمر لم تكن كافية لاجراء عملية مكلفة . بات طارق وحيداً معزولا منبوذاً في حضرة الثورة التي لا تزال ساحتها عامرة ببقايا ثوار وما يضاعف من غربته انه فارق خليلين ثوريين من انبل واشجع من افرزتهم معتركات الثورة السلمية كان لهما كضل ، الشهيدعبد الجليل البركاني ، الشيخ الثوري والمثقف النبيل الذي كان اول الداعمين ماديا لطلائع الثورة عند جولة الجامعة حينما كان عددهم بالعشرات يفترشون الارض في العراء قبل ان يؤسس ائتلاف (المرابطون من اجل الحرية والعدالة) مع الثائر الغيور الشهيد فؤاد المقطري ومعهما طارق فشكلوا ثلاثيا ثوريا متجانسا وفعال كانت صحيفة "المرابطون" التي برزت على رأس قائمة المطبوعات في ساحات الثورة احدى ثماره. طارق الجريح مرتين احس بألمه في اعماقي فهل لكم اعماق يا سادة الثورة والوفاق اوطني تحسون بها وتستشعرون الم ومعاونات من صعدتم على اشلائهم ودمائهم الى صدارة المشهد الوطني.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي