عصابة الحوثي وتواطؤ المجتمع الدولي

صالح الحكمي
الثلاثاء ، ١٩ ابريل ٢٠١٦ الساعة ٠٩:٠٨ صباحاً
الطبع يغلب على التطبع ؛ بالرغم من تعامل المجتمع الدولي مع عصابة الحوثي واعتبارهم طرفا وجهة إلا أنهم يفشلون فشلا ذريعا في الخروج من عبائتهم سواء ذهبوا إلى جنيف أو واشنطن أو الكويت أو ضحيان.
 
 
عند كل اختبار جدي تواجهه هذه العصابة تظهر معدنها الحقيقي وعقليتها القادمة من كهوف ما قبل التاريخ وتتعامل مع المجتمع الدولي والدول والحكومات المحترمة بنفس الأسلوب الذي يتعامل به زنابيلهم في الطرقات والمؤسسات ، جماعة عقيدتها وفكرها ومشروعها قائم على القتل والدمار لا يمكن أن تتحول إلى مكون سياسي يجيد فنون اللعبة ويعرف ماهي البروتوكولات الدولية وكيفية التعامل مع الجهات الخارجية.
 
 
الممارسات القمعية والهمجية وإشهار السلاح والتهديدات والسب والشتائم المقذعة التي كان يمارسها الحوثيون مع الأطراف المتحاورة معهم على طاولة "الموفمبيك" قبل وبعد إنقلابهم على السلطة عند أي نقطة يختلفون عليها وبمعنى أدق استخدامهم لـ (الصميل) لإجبار خصومهم على الموافقة والإمضاء على ما يريدون أو التنكيل بهم والإعتداء عليهم وذلك ما كان يحدث ، تلك الممارسات التي لا تقوم بها الا العصابات والمافيا ينقلها الحوثيون معهم في المحافل الدولية ويمارسونها فعليا عند مواجهة أي نقطة لا توافق رغباتهم رامين بكل الأدوات والوسائل الأخرى المتعارف عليها دوليا عرض الحائط ، وتلفظ مهدي المشاط وتهديداته للمبعوث الأممي في سويسرا أثناء مشاورات جنيف2 نموذج بسيط وشاهد على ما أقول.
 
 
يستمر المجتمع الدولي -متواطئا- في غض الطرف عن كل سلوكيات وتصرفات هذه العصابة محاولا إنقاذها وجرها إلى المربع السياسي كونه المخرج الوحيد لهم في الوقت الراهن غير أن الحوثيين يصرون على إحراج الأمم المتحدة في كل مرة ولا يلتزمون بأدبيات وأسس المفاوضات والمشاركات الدولية بالرغم من تحول المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ إلى ناطق رسمي باسمهم منذ توليه وتأكيده على قبول تلك العصابة بالهدن والجلوس على طاولة المشاورات حتى أنه قبل أسابيع غادر صنعاء -مسرعا- بعد لقاءه بهم إلى الرياض لينقل موافقتهم وقبولهم للرئيس هادي وقادة التحالف وإقناع الأخيرين بجديتهم هذه المرة وعلى ضمانته.
 
جنيف2 كانت صورة حية وشاهدة على سلوكيات هذه العصابة بالرغم من تواجد وفدين مرافقين لها من حزب الله وإيران يلقنونهم التعليمات ويفقهونهم سياسيا في كل خطوة يخطونها ويرقعون خلفهم ومع ذلك فقد أثاروا الفوضى ورفضوا حضور قاعة الإجتماعات في البداية , الأمر الذي أجبر المبعوث الأممي على أن يتحول إلى شيخ قبلي يتردد على أبواب غرف أعضاء وفد الحوثي الفندقية بين الفينة والأخرى مقدما (جاهه) عندهم حتى يخففون من همجيتهم وممارساتهم الرجعية ويعودون إلى طاولة الحوار ويلتزمون بوقت الحضور لكنهم وبعد موافقتهم على العودة لم يحفظوا له الجميل ونال وابلا من شهمتائمهم وتهديدات وألفاظهم السوقية عند أول نقطة لم تعجبهم , لتخرج جنيف2 بلا شيء وبصورة نمطية جديدة عن عقلية هذه العصابة.
 
اليوم تقدم هذه العصابة المليشياوية صورة أخرى عنها مع بدء انطلاق مشاورات الكويت -التي ماتت قبل أن تلد- بل إنها أوقعت الأمم المتحدة في الحرج مجددا بعد إعلان الأخيرة حصولها على ضمانات كبيرة من قبل الحوثيين بمشاركتهم وحضورهم في الوقت المحدد والتزامهم بإيقاف اطلاق وذلك لم يتم حتى اللحظة وكل ما صرح به ولد الشيخ على لسان الحوثيين ذهب أدراج الرياح ونسف مع بزوع شمس اليوم موعد انطلاق المشاورات والتي قوبلت ببيان خجول وباهت من الأمم المتحدة ولكم أن تتخيلوا مالذي كان سيصدر عن مكتب المبعوث الأممي لو أن الوفد الحكومي هو من تنصل عن الحضور !!
 
التصرفات الهمجية وعقلية العصابة التي تتسم بها جماعة الحوثي يضعنا اليوم على المحك ويجبرنا على الوقوف في وجه هذه الجماعة وكل من يقف خلفها أو يساندها محليا ودوليا حتى لا يأتي يوم وتتمكن فيه من السيطرة فعليا على مقاليد الحكم والذي إن حدث -لا سمح الله- ستعود اليمن إلى عصر الكهوف , عصور  ما قبل التاريخ وسيغدوا اليمن بلدا معزولا عن العالم تماما كقبائل حوض الأمازون البدائية , ولذلك يجب أن نصرخ في وجه أمريكا والأمم المتحدة وكل المتواطئين والضاغطين باتجاه تمكين الحوثي ونرفض مساعيهم الخبيثة ولنقف صفا واحدا خلف القيادة الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في حربهم المشروعة والمقدسة حتى نستعيد دولتنا المنهوبة ونقضي على هذه الشرذمة الكنهوتية.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي