ذكرى جمعة الكرامة

محمد سعيد ناصر
الجمعة ، ١٨ مارس ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٤٥ صباحاً

خمس سنوات مرت على ذكرى ثورة 11 فبراير 2011م تخللتها محطات كثيرة وهامة انطلاقا من ساحات الحرية وميادين التغيير، التي كانت منتشرة في أكثر من محافظة يمنية إلى يومنا هذا ولعل أبرز تلك المحطات جمعة الكرامة في الثامن عشر من شهر مارس من نفس العام، بل وتعتبر المحطة التي غيرت مسار الثورة.

 

تمر علينا هذه الذكرى بآلامها وآمالها حيث كانت ملحمة في التضحية والفداء وصورة من صور الصمود الأسطوري، صمد خلالها الثوار واستشهد العشرات من أنبل وأطهر الشباب الذين خرجوا ينشدون المستقبل الأفضل للوطن ويحلمون بدولة الحرية والعدل والمساواة.

 

خمس سنوات تمر على مذبحة الكرامة التي ارتكبها النظام السابق بعد صلاة الجمعة حيث أطلقت رصاصات الغدر والخيانة إلى صدور عارية خرجت تطلب السلام والأمن وتنشد الحرية والعيش الكريم فمنهم من ارتقى شهيدا ومنهم من جرح، ولا زال جرح الوطن ينزف إلى يومنا هذا.

 

ولأن جمعة الكرامة كانت محطة فاصلة في مسيرة الثورة تسارعت الدول للتدخل من أجل إنقاذ النظام ومن أجل حقن الدماء وكانت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ودخل اليمنيون بكل مكوناتهم مؤتمر الحوار الوطني وتوافق الجميع على مخرجاته وأثناء الحوار حاول صالح وزمرته إفشال الحوار بطرق عدة من ضمنها تحالفه مع مليشيات الحوثي التي كانت تمارس التقية أيام ثورة فبراير التي أخرجتها من الكهوف في مران إلى فضاء الوطن الكبير.

 

 تحالفوا على إفشال الحوار وان لم يستطيعوا إفشاله اتفقوا على عدم تطبيق مخرجاته بأي طريقة فأصبحت الثورة تواجه عجوزا منتقما ومليشيات حاقدة استطاعت وبتسهيل من صالح الاستيلاء على معسكرات الدولة ومقدرتها ورفعت السلاح بوجه الدولة والنظام وخرجت على التوافق الوطني، وخلال عام واحد أصبحت الدولة مرتعا للمرتزقة وقطاع الطرق، وساد قانون الغاب وتمزق النسيج الاجتماعي وتلاشت جميع الخدمات التي كانت متبقية وخربت المدن وهدمت المنازل وقتلت النفوس البريئة وانتهكت كل الحرمات ومرغت كرامة الإنسان في التراب.

 

وخلال كل هذه المحطات الفاصلة في مسيرة الثورة المباركة عهدا منا لكل شهيد أن نسير على خطاهم وأن لا نتراجع عن مسيرة الثورة حتى تتحقق كل أهدافها.

 

سلام عليكم أيها الشهداء يوم ولدتم ويوم استشهدتم وصرتم أحياء عند ربكم ترزقون.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي