بين قاسم سلام والزنداني..!

كتب
الاربعاء ، ١٦ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٨:٢٤ مساءً

بقلم / عبيد الحاج

في ظني أن الفكر القومي لم يجئ من خارج الأمة ومعتقداتها ومبادئها وقيمها، بل جاء من صميم هذه المعتقدات والمبادئ والقيم..! وفي ظني أن التيار الديني الذي يرفع هذه الشعارات والأهداف بدون تضليل أو تزييف يلتقي كثيراً مع التيار القومي، إذا ما سلمنا أن ثوابت إسلامية ووطنية وقومية راسخة، ومنطلقات عقيدية ومرجعية عميقة، هي العروبة والإسلام، تجمع هذين التيارين..!. لذلك ليس ثمة ما يبرر منطقياً، الفهم بأن التيار القومي على طرفي نقيض مع التيار الديني، بل إن تطابق المنطلقات والأهداف يقود إلى عكس ذلك تماماً، بحيث يصبح من الضرورة بمكان أن يسود التقارب الكامل بين هذين التيارين اللدودين..! ومثلما واجه التيار القومي انحساراً واضحاً في سياق العمل السياسي الفكري العربي والإسلامي، فإن التيار الديني بعد أفول شمس النهضة الدينية نهاية القرن الماضي، قد بدأ يفقد بريقه الثوري الذي اتصف به في فترة ما، وأصبح يناضل بوسائل تقليدية كقوة المال والسلطة والسلاح، وتخلى كثيراً عن نضاله الذي كان مرتكزاً على التأثير الروحي والعقائدي الذي تميز به عند بداية ظهوره..!. وأمام هذا الانحسار للتيارين القومي والديني فإن الحاجة ماسة لهما لتنسيق الإمكانات والقدرات في بوتقة واحدة قد تفضي إلى إنقاذ هذين التيارين من المصير الغامض..! وليس هناك – في ظني - ما يبرر القطيعة بين حزب البعث العربي الاشتراكي القومي وبين التجمع اليمني للإصلاح.. ولا ما يبرر الصراع الفكري والسياسي بين الدكتور قاسم سلام والشيخ عبد المجيد الزنداني، فالحزبان أقرب إلى بعضهما من أي حزب آخر.. والرجلان توأمان لفكر متناغم جذوره واحدة إذا فهمنا عن يقين المنطلقات والثوابت والأهداف التي تجمعهما، وإذا كان نضالهما نضالاً صادقاً لا تشوبه الشوائب والشكوك..! إن العودة إلى المنطلقات والثوابت والأصول والمبادئ والقواعد تعني عودة التيارين القومي والديني إلى الواقعية التي تتمثل بالعودة إلى الحوار والتفاهم بين قيادتي البعث والإصلاح لمواجهة مقتضيات المرحلة الراهنة دون إبطاء..!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي