الإسلاميون الجدد يثبتون قوتهم للعالم!!

صدام الحريبي
الأحد ، ١٤ فبراير ٢٠١٦ الساعة ٠٣:٤٣ مساءً

لم تكن تتوقع مجموعة دول العالم الاستعمارية التي تديرها "الماسونية" جرأة "الرياض" و "أنقرة" على مخالفة نظامهم الذي يتحكم بكل بقعة في الأرض ، والذي أدى إلى تشكيل تحالف إسلامي قوي ، وعمل على تنفيذ مناورات سميت ب "رعد الشمال" في "السعودية" بمشاركة كل دول التحالف الإسلامي بما فيها "باكستان"و غيرها ..

 

لم يتوقف الإسلاميين الجدد عند الإعلان عن تحالف إسلامي فقط ، بل ذهبوا إلى تنفيذ أكبر مناورة في "الشرق الأوسط" والتي أطلقوا عليها "رعد الشمال" والتي نفذت في شمال "السعودية" ..

 

كان لابد على الإسلاميين أن يوضحوا رسالتهم أكثر ، فدول الاستعمار والدماء في العالم كانت تتغافل وكأنها لا ترى شيئاً ، فكان لزاماً على الإسلاميين الجدد توضيح هدفهم ومطلبهم أكثر حتى يتيقنه الجميع وهم في مركز قوة وعزة ، وليسوا في موقف ضعف وانبطاح كما كان في السابق ..

 

كانت دول الاستعمار وفي مقدمتها (أمريكا وروسيا) ومن ورائهما "اسرائيل" قد اختارت مؤخراً الصمت وعدم التهور في الدخول في مماحكات مع الإسلاميين في هذه الفترة وكسب ما تبقى من العلاقات مع "السعودية" التي صارت تعامل أنظمة هذه الدول كأعداء وليس كأصدقاء كما كان في السابق ، إلا أن الإسلاميين اتخذوها فرصة ﻹثبات وجودهم القوي وﻹقناع العالم بأنهم لم يعودوا ضعفاء ومنبطحين وأنهم قادرين على الدفاع عن أنفسهم وعن كل بلاد عربي وإسلامي ..

 

لم يخطر ببال دول الاستعمار أن "تركيا" ستستطيع إقناع "السعودية" بفكرتها ، بل والمشاركة في أي حرب للدفاع عن نفسها  فضلا عن مواجهة داعش والذهاب بقواتها إلى دول أخرى دون موافقة "الولايات المتحدة" ، إلا أن "السعودية" اتخذت قرارات أخطر من ذلك وفاجأت الجميع ، وخاصة دول الاستعمار ..

 

أعلن الإسلاميون الجدد عن مواجهة داعش في "سوريا" فانتفض الجميع ، وكأن داعش منظمة حقوقية أو دولة غربية لا يجب المساس بها رغم أن كل تدخلات دول الاستعمار في البلدان العربية والإسلامية تحت هذا المبرر الذي أسموه داعش ، فمواجهة داعش واجب على الاستعماريين الذين يتخذونه شماعة وخطر على الإسلاميين الذين سيتعاملون معه بصدق وجد ، وهذا ما جعل الاستعماريين ينحرجون كثيراً ويكشف أمرهم أكثر وأكثر ..

 

أعلن الإسلاميون عن مواجهتهم لداعش حتى يكشفوا للعالم زيف ادعاء الاستعمار العالمي الذي يختبئ وراء داعش ويقتل الناس الأبرياء تحت مبرر قتال داعش ، ليضع الإسلاميين دول الاستعمار جميعها في موقف محرج موجهاً لهم سؤال مميت : هل أنتم معنا ومع السلام ، أم أنكم أنتم من تفتعلون الإرهاب وتوهمون الناس بأنكم تحاربونه ؟؟

 

لم يأت الاستعمار بإجابة مقنعة ﻷنه يعلم علم اليقين بأنه هو الإرهاب وكل شيء في كل مكان يحدث هو بموافقته وتحت سيطرته .

 

لم يهتم الإسلاميين الجدد بأي قرار يتخذه حكام الاستعمار وإراقة الدماء في العالم ليذهب رتل من المقاتلات السعودية ويصل إلى قاعدة "إنجرليك" العسكرية التركية استعدادا لمواجهة الإرهاب الذي تدعيه "روسيا" و "إيران" في "سوريا" الجريحة وكأن الإسلاميين يقولون ل غزاة العالم ومصاصي دماؤه : كنتم في السابق تستجهلونا وتضحكون علينا بادعائكم الإرهاب في العالم العربي والإسلامي حتى ألصقتموه بالإسلام وكنا كحكام عرب ومسلمين نصدقكم حتى وإن كنا متأكدين بأنكم كاذبين ﻷنه لم يكن لدينا خيار سوى أن نصدقكم ، لكن الآن أصبحنا أقوياء وقادرين على الدفاع عن أنفسنا وأراضينا ، فإن كنتم تدعون الإرهاب في بلادنا فنحن من سيقضي عليه وليس أنتم ، اهتموا بأنفسكم وشعوبكم فقط ، وإلا لن نسكت ولن ترحمكم سيوفنا ، سنعاملكم معاملة الند بالند من الآن ، وسترون ذلكم بأمهات أعينكم عما قريب ..

 

وبمجرد وصول القوات الجوية السعودية إلى "تركيا" إذا بالجيش التركي يقصف أهداف ومواقع للنظام السوري الدموي وكذلك للأكراد الذين وظفتهم "الولايات المتحدة" لزعزعة الأمن القومي التركي أمام صمت "روسيا". التي توعدت بالويل من سيقترب من نظام "بشار الأسد".

 

كانت "تركيا" تعي ما أقدمت عليه من توجيه ضربات عسكرية قاصمة في الداخل السوري ، فالضربات التركية أحرجت الروس والأمريكان وقصمت ظهورهم قبل أي أحد آخر وهذا ما دفع ب "كيري" وزير الخارجية الأمريكي للتصريح بالقول : ندعو أنقرة إلى وقف قصف مواقع قوات الأسد والأكراد ..

 

كان "كيري" مجبرا على التصريح بذلكم الشكل الضعيف ﻷن دولته تدعم "الأسد" من خلف الستار والإضرار به يعني فشل خطتها القذرة التي ترمي إلى إطالة أمد الحرب ومن جهة أخرى سينكشف أمر دولته التي تحاول إقناع العالم بأنها تعمل على محاربة نظام الأسد ..  لتكن صفعة في وجه الأمريكان أنفسهم من حيث لا يعلمون ، ﻷن الأمريكان يدعون بأنهم ضد النظام السوري البشاري وأنهم يتعاملون مع نظام بشار على أنه نظام إرهابي ويجب إزالته كما ذكرت سابقاً ، ليأت "كيري" ويدافع عنه ويطالب الأتراك بعدم التعرض له وهذا يكشف دعم الأمريكان لنظام "الأسد" من تحت الطاولة والاتفاق مع "روسيا" على لعب السياسة القذرة للإيقاع ب "تركيا" الدولة الإسلامية المناهضة لمشروع "الماسونية" من خلال السيطرة المحكمة على كامل الأراضي السورية كي يستطيعون بأريحية تضييق الخناق على "تركيا" من الحدود السورية والعراقية ..

 

الخلاصة : هي أن دول الاستعمار في العالم علمت بأن التعامل مع "تركيا" صعب جداً ، وأيقنت بأن "السعودية" لم تعد تحت سيطرتها ، وكذلك استنبطت هذه الدول بأن الدخول في صراع مع الإسلاميين في هذا التوقيت ليس في صالحهم وأن ما أقدمت عليه "روسيا" من اختراق الجو التركي ﻷكثر من مرة كانت نكسة وصفعة في وجوههم جميعاً ولذلك اتخذوا موقف الصمت والهدوء ليتم إعادة ترتيب صفوفهم والتخطيط بشكل أكبر للإيقاع بالإسلاميين وفي المقدمة (السعودية وتركيا) ، إلا أن الأتراك لم يكونوا أغبياء ، فكما يخطط أعداؤهم هم يخططون كذلك ، ومن وجهة نظري بأن العملية الأخيرة بخصوص "سوريا" هي مدروسة كذلك وستعمل على إظهار الحقائق أكثر وأكثر وستظهر متغيرات عديدة ، وبذلك أستبعد تفكير الدمويين بالعمل على التهيئة من أجل حرب ثالثة ولذلك لعدة أسباب منها أن القوى غير متكافئة وكذلك ذكاء الأتراك ومرونتهم هم وحلفائهم ، إلى جانب أن "السعودية" ما زالت تحتفظ بعلاقات جيدة مع بعض دول الاستعمار وباستطاعتها أن تعمل على شرائهم إذا اقتضى الأمر ..

 

خلاصة الخلاصة أن الدول الاستعمارية قررت بأن "تركيا" هي أساس قوة الإسلاميين والاسلام المعتدل في الآونة قبل الأخيرة ، ولما أوشكت هذه الدول على الانقضاض على "تركيا" من خلال داعش والأكراد والإرهابيين وبعض الدول العربية ، هيأ الله موت الملك عبدالله ، وتغير النظام السعودي من عدو إلى موال ل "تركيا" وهذا ما جعل الأمور تتغير وأجبر الاستعمار على تغيير خطته ، ﻷنهم كانوا سابقاً يستقوون بالمملكة وكانت لا ترد لهم أي طلب ، أما الآن فقد انعكست الموازين ..

 

اللهم احفظ كل الأوطان ..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي