ثورة الشباب وميليشيا الموت !!

أيمن عبدالرزاق
الاثنين ، ١٨ يناير ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٠١ مساءً
في الوقت الذي كان يعيش فيه العرب تحولاً سياسياً وديمقراطياً أبان   الربيع العربي الذي حمل معه الآمال  واليافطات العريضة , من أجل الانتصار للقيم الانسانية  , والتحول من الانظمة الدكتاتورية , الى الحرية والتعدد والدولة المدنية بعيداً عن السلطة العسكرية والفاشية الدينية التي عانينا منها طويلاً.  ليتصدر المشهد ويقفز عليها ميليشيا الموت ويقلب الطاولة على الجميع ويفرض أمر واقع بالقوة , ليكون أسوا بكثير من الانظمة الديكتاتورية التي كانت تعمل ولو بشكل بسيط  كدولة مؤسسات .
 
لتتحول العنصرية الدينية التي يتصدرها ويدعمها اصحاب العمائم السوداء في قُم هي المسيطر والراكب الاقوى على الموجة كما يقال .
 
وكأنهم منتظرون ومخططون لهذه اللحظة ومتربصون بها . مستغلين الانقسام الحاد في الوطن العربي حول احقية التغيير وما سمي وقتها بثورة الشباب , والفوضى الذي عمل على تغذيتها الحكام العرب عبر ثنائية ما يسمى الأمن او الفوضى أنا او الطوفان  .
 
ليتحول من ربيع عربي , الى خريف سلالي ماضوي يعيش على خلافات وثارات الماضي  , التي تقوم على فكر الافضلية , والذي قد تجاوزها التاريخ وكل الدول المتقدمة تحت مظلة المواطنة المتساوية . ولو رجعنا الى التاريخ قليلا لوجدنا هذا ما حدث بالضبط  مع نظام الشاه الملكي في ايران , بعد الاعتصامات والاحتجاجات الى ادت الي الاطاحة به , وتحول النظام فيها الى نظام فاشي قتل رفقاء الثورة اولاُ , تحت مظلة الزعامة الدينية بقيادة الزعيم الروحي لها امامهم الخميني المقدس  , بل وتصدير شرورها الى العالم عبر الاقليات السلالية   .
 
وهذا ما حدث في لبنان ويحدث الأن في العراق وسوريا واليمن . الناظر الى المشهد يعرف ان  أيران اليوم تتصدر واجهة التطرف و الاحداث  والحرب الدائرة في عموم الوطن العربي ,  ليس بجيشها وإنما بدعم وأسناد اللاحقين في كنفها من العرب المستعربة .  
 
عبر الفكر المتطرف  الذي تصدرها ألي كل الوطن العربي , لتتحول الي كارثة فكرية مخيفة  لحقت كل شبر وصل إليه هذا النظام الدكتاتوري .  فالحصار الخانق والقاتل والمجازر التي يندى لها الجبين , أصبحت ظاهرة , على يد "ميليشيا الموت ". وهذا ليس انتصاراً للمشاريع  الوطنية , بل انتصارا واضحا  للايدلوجيا الفارسية القاتلة للإنسان التي أعمت القلوب الفاشية   .
 
فاذا ارادنا ان ننتصر لمشروع الدولة (اهداف ثورة الشباب ) ونحن على اعتاب ذكرها لا بد أولاً واخيراً أن نثور على الايدلوجيا ,  فهي العدو الاول لنا وأكبر عائق واجهناها ولا نزال نواجهها.  وسننتصر وتنتصر معنا القيم الانسانية النبيلة التي تؤمن بالأخر وتتعايش معه بعيدا عن لغة الاقصاء والعنف والعنف المضاد وكل الاحداث الدامية .    
 
فقد علمتنا ثورة فبراير ..... أن  المستحيل اصبح ممكنا .
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي