عام 2016.. جمهري وأرقدي

محمد سعيد الشرعبي
الجمعة ، ٠٨ يناير ٢٠١٦ الساعة ٠٨:٤٥ مساءً
قاربت انتفاشة الإنقلاب على الانتهاء، وبدأت بقية  نخب إمامة 2015 موسم الإنتقال الثاني إلى صفوف الشرعية في هجرة إنقاذ هضبة المذهب من الغرق وسط شرور حروبهم ضد الشعب . 
 
على وقع تقدم الجيش الوطني والمقاومة في معاقل الإنقلاب سيجمهر غالبية الإماميين داخل العاصمة،  ويتقدم قوافل المكر قبائل حزام صنعاء، المعروفة بـ "قبائل مع من غلب"!. 
 
يأتي هذا بعد انتهاء المرحلة الأولى من إعلان نخبة منهم إنحيازهم للشرعية، وسفرهم إلى قلب عواصم العاصفة، وعام من الأداء المريب، أثبتوا بأنهم جزء من عصابة خطيرة تتربص بمستقبل البلاد. 
 
نسمع كل يوم بمسرحية إعلان من خانوا الجمهورية تأييدهم للشرعية، وأخطرهم يغادروا سفن الإنقلاب بهدف الوصول إلى مأمن يقيهم مآلات الهزيمة، وتفتح لهم آفاق نخر النظام الجمهوري من الداخل. 
 
بلا مقدمات، يُجمهر من شاركوا في الإنقلاب الإمامي، وتورطوا في حروب الحوافيش، والمفارقة المضحكة ابتهاج المغفلين لهذا العبور الممنهج لأدوات الهضبة إلى مستقبل اليمن. 
 
من يتتبع توافد نخب الإمامة إلى صفوف الشرعية يخرج بقناعة بأن 2016 عام(تجمهري و أرقدى)،  بعدما كان 2015 عام (حاربي، وأرقدي)، بحسب توجيه علي صالح لأحدهم ذات مكالمة مسربة . 
 
سيتصدر الإماميين المُجمهرين مشهد اليمن بعد تحريرها من جحافل إنقلابهم، كما تصدروه عقب ثورة 26 سبتمبر 1962، وحصار السبعين  1967، وثورة 11فبراير 2011، والأيام كفيلة بإظهار هذه الحقيقة. 
 
في مختلف المراحل، تعمل الإمامة قبل كل نهاية على العبور الممنهج إلى المستقبل، ويصنعوا مراكز نفوذ تمكنهم التغلل في المؤسسات، وامتلاك أدوات القوة، وإذا سنحت لهم الفرص انقضوا على الدولة.
 
وهذا ما يخطط له طرفا الإنقلاب صالح والحوثي،  وتظهر دعواتهم للتصعيد،  ومفاوضاتهم مع ممثلي السلطة الشرعية في سويسرا حرصهم على وقف الحرب، وتهربهم من الإلتزام بقرار مجلس الأمن 2216، والمتضمن نزع السلاح من مليشياتهم. 
 
وبين سماحهم لجزء من نخبهم بتأييد الشرعية، وتمسكهم بمخالب القوة والثروة، يبحثوا عن حل سياسي يمنحهم فرصة جديدة لتقاسم السلطة 
مع بقية الأطراف الفاعلة في البلاد. 
 
يعمل تحالف الإنقلاب ونخبتهم المؤيدة للشرعية، وبضغوط دولية على إعادة البلد إلى ما تعتبره دولاً غربية معادلة التوازن السياسي، لكن تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية على الأرض يبدد آمال الإنقلابيين بالخروج من الحرب بتسوية على غرار تسوية 2011.
 
لهذا يجب أن يعمل الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته وفق رؤية واضحة غايتها تحرير البلاد،  وبناء النظام الجمهوري بصيغته الإتحادية، وبسط سلطة الدولة على كامل التراب الوطني، وقبل ذلك إبعاد نخبة الإمامة عن صناعة القرار.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي