برقية من تعز إلى السماء

محمد مقبل الحميري
السبت ، ٠٢ يناير ٢٠١٦ الساعة ٠٧:٠٢ مساءً
باسم الاطفال الرضع والشوخ الركع والثكالى المتوجعات والأيتام الذين حرمهم الغزاة من آبائهم وأمهاتهم ، باسم الآباء المكلومين على أبنائهم الذين قتلوا ظلما وعدوانا باسم الارض والإنسان في تعز التي أجرم في حقها العدو المعتدي متمثلا بالحوثي وعفا وتخلى عنها من وقفت معهم ساعة العسرة ووقت السدة وتركوها تنزف منفردة ، باسم الجميع نرفع برقية عاجلة الى من لا يهمل الشكوى ولا تغمض عينه طرفة عين الذي يرى الحال ولا يحتاج الى دليل لإثبات جرائم المجرمين وتواطؤ المحبين الذي ( يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) ، وهو القائل ( امن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء) اليك ايها الملك الجبار يا الله يا منتقم نرفع أيدي الضراعة رافعين اليك هذه البرقية العاجلة بلسان كل مظلوم وانت الذي ترفع دعوة المظلوم فوق السحاب وليس بينك وبينها حجاب :
 
 
 اللهم إن الحكومة والأشقاء والأصدقاء وأهل الارض قاطبة قد تخلوا عن تعز وأسلموها لمن لا يرقب في اهلها إلا ً ولا ذِمّةً ، شكونا لغيرك كثيراً ورفعنا لهم البرقيات العاجلة تباعا فمنهم من اسقط الواجب بقليل من الدعم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ،ومنهم من سخر من نداءنا وتشفى بجرحانا ، ومنهم من مات ضميره ولم تعد تعني له شيئاًالاشلاء التي تتطاير يوميا من أجساد ابناء هذه المدينة ، حمامة الجريحة صعدت اليك روحها تشكو اليك جرائم القتلة وحرمان المدينة من الأكسجين الذي كان بالإمكان إنفاذ حياتها ، الأب المكلوم فاضت روح ابنه الطفل الصغير أمامه وهو عاجز ان يفعل شئ سوى انه أشهدك على تلك الجريمة بقوله frown رمز تعبيري اشهد يا الله) وانت خير الشاهدين ، الطفل الصغير الذي صرخ متشبثا بالحياة قائلا : ( لا تقبروناش) ففارقت روحه الحياة ولم يكن أمامنا الا ان نقبر جسده الطاهرة بعد ان صعدت روحه اليك تشكو ظلم المجرمين ، الأب الذي أصاب بيته صاروخا قتل بناته الست وزوجته وبقي وحيدا يصارع القهر والأحزان ، وغيرهم الكثير بالآلاف وانت اعلم بهم يا ربنا .
 
 
اللهم إن الجميع تخلوا عن تعز اللهم لا تتخلى عنها ، فنحن نرفع اليك أكف الضراعة باسم كل المظلومين في تعز وانت وحدك القادر على كشف الضر ، وردع الظالم ، ومعاقبة كل متخاذل ، اللهم انه قد بلغ بأهل تعز من الجراحات والآلام والجوع والعطش مبلغا عظيما لا تتحمله الجبال وهم صابرون محتسبون ، اللهم نصرك الأكيد وفرجك القريب ، فأنت وحدك الذي من دعاك لا يُخْذَل ولا يخيب.. اللهم آمين آمين .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي