أشعر بالخجل والعار !

كتب
الثلاثاء ، ١٥ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:٥٣ مساءً
  محمد علي محسن لم يكن علي عبد الله صالح رئيساً لدولة نظامها جمهورياً ؛ بل زعيماً لعصابة اغتصبت السلطة خلسة وبالقوة والمال استولت هذه السلطة وسطت على سلطات الدولة وإمكانياتها وثروتها وقوتها وإعلامها وانتخاباتها وأحزابها وجامعاتها وحتى مجتمعها الواحد الذي صار ممزقاً ومفككاً وضعيفاً ومهاناً ومحتقراً لحد أنه لم يعد يعن شيئاً بالنسبة للحكم العائلي والقبلي والعسكري . قبل بضعة سنين وتحديدا في 2008م كنت قد تناولت شخصية رئيس البلاد ومن عدة نواحي سيكولوجية وسيسولوجية إذ أشرت في موضوعات نشرت في صحف ومواقع "النهار" و"حديث المدينة " و"الوطني " و" التغيير " لأن من يحكم اليمن ليس إلا شخصية مريضة بالهوس والجنون على السلطة ، قلت حينها بان الرئيس لا يكترث أكثر من بقائه في كرسيه وقصره ، ليتجزأ اليمن الى كانتونات وكيانات ، فالمهم هو أن يظل رئيساً في دار الرئاسة ولو على أمانة العاصمة . اليوم أجدني أسأل أولئك النشامى الغيورين جداً على زعيم الأمة ورمزها : هل ما يقوم به الرئيس السابق وأقربائه وأتباعه ما يشي بثمة احترام وتبجيل بكونه رئيساً لدولة من أي نوع ونظام ؟ أنني أشعر بالخجل والعار حيال ما يقترفه الرجل من أفعال قذرة غير لائقة به وبمنصب الرئاسة ! كيف لا ينتابني إحساسا بالمهانة والاحتقار وموحد البلاد وفارس العرب بات الآن مجرد لص كبير وقاتل محترف وزعيم تخريب ونهب منظم لمقدرات وأموال وأحلام وتطلعات شعبه . أيها الشعب الفقير المنهك ؛ لا أقول لك متشفيا : تباً لك ولرئيسك المخلوع ، وتباً لخنوعك ونفاقك وكذبك ، وتباً لجهلك وبلادتك وخوفك ، مثل هذا التشفي لن يوقف الرئيس السابق عن القتل والتخريب والنهب والتعطيل لكل محاولة وجهد من شأنه إنقاذ البلد من أتون الفوضى والسقوط لما بقى من هيكل هش وضعيف للدولة . الآن وبحسرة ندرك حقيقة أن من حكم هذا الشعب مدة تجاوزت ثلث قرن ؛ لم يكن غير شخص جاهل وبليد ولص وسفاح وقاطع طرق ومخرب ، ثلاثة عقود ونيف في الرئاسة دونما تراوده ولو لمرة فكرة أنه يحكم دولة تعداد شعبها يقترب من الثلاثين مليونا فيما مساحتها تزيد عن مساحة دول في أوربا أو الخليج . ما قيمة الكلام عن رئيس أضاع وطنه وشعبه كيما يكسب ثروة طائلة واسما وحساباً في بنوك سويسرا وألمانيا وأمريكا والخليج ؟ ما جدوى الحديث عن رئيس أهان ذاته وتاريخه ومكانته السياسية ؟ أنني كمن يجلد نفسه كي يبرأ من رئيس ما فتئ يرتكب أعمال مخجلة لا تليق بمن يفترض أنه كان رئيساً لجمهورية لا رئيساً لعصابة مسلحة ! . لسنوات والرئيس المخلوع شعبياً وموضوعيا كان يقول : السلطة مغرم وليست مغنماً ، لكنه اليوم لا يستطيع ترك الرئيس الجديد كي يقود البلاد ، سيحرق الأخضر واليابس ، سيقتل الحياة ويهلك النسل ، سيقطع الطريق ونور الكهرباء ، سيتعاون مع الشيطان كي تعم الفوضى والخراب ، سيتحالف مع إبليس الرجيم كي لا يبقي أو يذر شيئا إلا وطاله الخراب والدمار . نعم أيها الشعب المتخلف اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ومعيشيا وثوريا وجمهوريا ؛ أشعر بالخزي والعار بكوني واحد من ملايينك المهانة والمحتقرة ، ألا تشعر معي أيضاً أنت أيها القارئ الكريم بالخجل والعار ؟ فهذا الزعيم الفارس البار القائد المعجزة الموحد المشير الرمز وقد صار لصاً وسمساراً في بورصة بيع وشراء ، وقاتلاً محترفاً، ومخرباً قاطعاً لمرور القاطرات النفط والغاز ولأنابيبهما ولأبراج الكهرباء وممولا وقحا للقاعدة والشريعة ولكل حركة وتنظيم وصحيفة وقناة ممزقة لنسيج اليمنيين ولدولتهم ولجمهوريتهم . الرئاسة ليست وظيفة عادية كي نتغاضى عن فعل الرئيس السابق ، أنها وظيفة علياء تمثل سيادة وطن ودولة ولها رمزيتها ودلالتها الكبيرة غير قابلة بالإساءة والاحتقار ففي جميع الأحوال ازدراء الوظيفة لا يعني سوى الإهانة للشعب ، ولكن ماذا لو أن الإساءة للرئاسة وقعت مذ ترك حابل السلطة لواحد مثل علي عبد الله صالح ؟ في هذه الحالة يجب أن يوجه اللوم لليمنيين عامة لا لشخص واحد لا يحترم ذاته ومنصبه وشعبه.  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي