الجنوب العربي والحقيقة الغائبة !!!

أيمن عبدالرزاق
الأحد ، ٢٧ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٥:١٢ مساءً
لا ادري لماذا اخواننا في الجنوب اليمني مصرين اصرار كامل على الانسلاخ من الهوية اليمنية ,المتجذرة من الاف السنين واستبدالها بهوية جديده ,وفرضها بالقوة متناسين التاريخ والجغرافيا للمنطقة .
 
 
بحثت  كثيرا عن ما يسمونه اليوم بالجنوب العربي في كتب التاريخ ومعظم الوسائل الاعلامية بمختلف انواعها وغيرها من المصادر المختلفة عن اصل التسمية فوجدت العجب اذ انها  تعود  لأيام الاستعمار البريطاني وتحت حكمة  وكانت في نطاق جغرافي صغير جداً ,ولا يضم  حضرموت ولا شبوه ولا حتى مدينة عدن  في البداية , بل كانت بما يسمى سلطنات القبائل وتضم سبع امارات  يافع والفضلي والعوذلي والعبدلي والواحدي وبعض الامارات الصغيرة فقط .
 
 
فما كان يسمى بالاتحاد الجنوب العربي هو اتحاد ضم 12 سلطنة عام 1962 ولها علم غير العلم المرفوع اليوم كشعار لدولة الجنوب, ثم انضمت إليه ولاية عدن عام 1963 ثم خمس سلطنات أخرى عام 1964 ولم تنضم سلطنات حضرموت له ولا حتى المهرة ولا شبوة ، تأسست برعاية بريطانية وانتهىت عام 1967 عقب ثورة 14 أكتوبر وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية ... أي كان عمرها خمس سنين فقط  ولم يعترف بها دولياً  , بل كان الاعتراف دولياً باسم  جمهورية اليمن الديمقراطية ...  وكانت عضواً في الجامعة العربية، والأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وغيرها من المنظمات الدولية , وفي المقابل الجمهورية العربية اليمنية .
 
فهيا في الاساس هوية جات من مخلفات الاستعمار البغيض ولا تجمع اخواننا في الجنوب اليمني ككل , فما هي المشكلة الحقيقية التي يعاني منها اخواننا في الجنوب اليمني  , ولماذا كل هذا التحامل من قبل البعض على الهوية اليمنية ام هي حمى وهوس الانفصال من الشمال اليمني اعمت وعمت الكثير منهم  .
 
 
انا لست ضد المطالب الحقوقية  خصوصا بعد  الظلم الذي تعرض له الجنوب اليمني من قبل هوامير الشمال وحتى الجنوب معا , فهذا حق لهم ويجب محاسبة كل من اساء وظلم , ولكن الوحدة خيار شعبي جات باتفاق ويجب ان تبقى كذلك  باتفاق وليس بالقوة , لان هناك مصالح وجغرافيا مشتركة لا يمكن تجاوزها او القفز عليها , ولكن ان تتحول المطالب الى حقد وانسلاخ من الهوية الجامعة لنا كيمنيين والعنصرية الغير مبرره من قبل البعض ضد كل ما هو يمني, فهذا مبالغ فيه جداً, فمن الاعتباط إعادة تركيب الحقائق وفق ما نريده , او اجتزاء بعضها ورمي واسقاط كل المشاكل عليها .
 
 
فالتاريخ في الاخير لا يمكن تجاوزه ويجب احترامه كذلك , والاصل ثابت اننا يمنيون شانا ذلك ام ابينا . وهذا ما يجب  ان يعرفه ساسة اليوم ويفرقون فيه جيدا بين الوطن ومكاسبها وبين السياسة والمصالح المتقلبة , والتي تريد ان تتحكم بكل شيء وليست من حقهم ولا من حق أي احد  بل هذا من حق الشعب اليمني ككل , الذي اختار الوحدة في الثاني والعشرين من مايو والذي اعلنت فيه الجمهورية اليمنية التي لم تأتي من اجل شمال او جنوب وانما جاءت من اجل تحقيق المصلحة العامة لكل ابناء الشعب اليمني وفقط .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي