جنيف كسوق للنخاسة !

حفظ الله العميري
السبت ، ١٩ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٢:٣٤ مساءً
ذهب المتفاوضون الى جنيف ، كانت احلام وتطلعات ملايين اليمنيين الطامحين لإنهاء هذا الكابوس المخيف ترافقهم ، ذهبوا وآمال البسطاء والجوعى ودموع الثكالى وأنات الجرحى معلقة بحوارٍ بائس يدرك القائمين عليه -وهؤلاء البسطاء ايضاً- انه من آخر الفرص قبل ان ننحدر لمارثون دامي سيطول لسنوات عجاف سيدخل البلد على اثره غياهب مخيفة من التجاهل والنسيان. 
 
لم يلتزم الحوثيين بأي اتفاق او صلح او ميثاق منذ نشأتهم ، كانت لليمنيين تجارب مريرة معهم ذاقوا خلالها ويلات الغدر ونكث العهود ، دماج الجريحة وحجور وعمران والسلم والشراكة وغيرها كانت امثلة صارخة لهذا التعنت والغرور ، يعتمد الحوثيون غالباً على ما يسمونه "الذاكرة المعطوبة" للشعب اليمني فنحن في نظرهم مجرد شعب سخيف وبسيط  خلقنا لحماية سلالتهم المقدسة ، شعبٌ يُباع على ايدي سلالتهم منذ آلاف السنين في سوق النخاسة مبتسماً بعد ان اوهموه انهم تجاراً حصرييين للشهادة ولله ، وكأن الله في نظرهم سمساراً في السوق الرقيق، وتاجراً بارعاً في سلعة الموت. 
 
ذهب الحوثيين الى جنيف ، كانت اكبر سلعة وورقة رابحة في ايديهم كالعادة هي المتاجرة بأرواح البشر ، أتعلمون ماذا عرض الحوثيون لإيقاف الحرب؟ لم يعرضوا الإنسحاب من المدن او تسليم السلاح او التزامهم بقرار مجلس الامن ، لقد عرضو اطلاق سراح الاسرى فقط مقابل ايقاف الحرب عليهم ! ارأيتم مدى استخفافهم بعقلية اليمنيين ؟ وكأن هذه الحرب الضروس لم تقم إلا لإطلاق معتقلين اعتقلوا ظلماً وعدواناً، اطلاق المعتقلين الذي من المفترض ان يتم كبادرة حسن نية قبل اي تفاوض او تفاهم يتاجر به الحوثيين وحلفاءهم لتحقيق مكاسب سياسية رخيصة على حساب أنات ودموع عائلات واطفال صحفيين وحاملي اقلام وابرياء لا ذنب لهم إلا انهم رفعوا اصواتهم بالسخط وسط هذا الكم المخيف من التبلد. 
 
ارأيتم اقبح واحقر من هذه التجارة والقرصنة بأرواح الناس؟ لم يكتفوا بكل ما عملوه بنا على مدى اكثر من اربع سنين من التنكيل وافراغ حقدهم التاريخي الاعمى على الأرض والانسان وكل ما هو جميل في هذا البلد التعيس ، لقد وصل بهم الاستخفاف بنا ان يساومونا على حريتنا مقابل منحهم كل شيئ ، كل شيئ مقابل فك اقبية السجون لنتنفس فقط ، ومنحنا الحرية الذي بعنا لأجلها الأنفس وبذل معتقلونا وشهداءنا اغلى ما لديهم لانتزاعها يساوموننا عليها بثمن بخس دراهم معدودة . 
 
لن نبيع ولن نخون ومن خاننا فليس منا ... حيا على السلاح.. والله المستعان!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي