الدماء العربية الزكية اختلطت بالدماء اليمنية الطاهرة

محمد مقبل الحميري
الاثنين ، ١٤ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١٠:١٦ مساءً
الشهيدان البطلان العقيد عبدالله السهيان والضابط الإماراتي سلطان الكتبي هما وأمثالهما تركوا رغد العيش وهبوا لنصرة اخوانهم في اليمن عندما تعرضت اليمن للمحنة والغزو الفارسي عبر أذناب المجوس الذين اعتدوا على الا ض والإنسان وانقلبوا على كل العهود والاتفاقات والمواثيق واسقطوا الحكومة والدولة والغوا كل المؤسسات الشرعية ، وفتحوا الموانئ والأجواء للطيران الايراني الفارسي وكذلك الموانئ فتحوها للسفن الإيرانية التي تحمل السلاح وآلة الدمار لقتل اليمنيين ، فاسقطوا المحافظة تلو الاخرى حتى وصلوا عدن ومشارف تعز بدعم من الحرس العائلي ، مارسوا كل أساليب الاجرام الهمجية احرقوا المدن هدموا المنازل على رؤوس ساكنيها قصفوا المساجد ومدارس القرآن ، سجنوا الالاف وقتلوا الكثير منهم بأساليب حقيرة ، أرادوا تغيير المعتقد ومنع التراويح في رمضان ، انزلوا الخطباء من فوق المنابر واستبدلوهم بخطباء روافض.
 
 
أعلنوا ان جيش الحسين الذين يدعون انهم يمثلوه قد انتصر في اليمن على جيش يزيد بن معاوية الذي اعتبرونا جنده ، وهم لا يمتون للحسين رضوان الله عليه وعلى والديه بصلة وإنما صلتهم بأبي لؤلؤة المجوسي قاتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قاهر الفرس الذي عملوا له مزار في ايران تكريما لقتله خليفة المسلمين.
 
في هذه اللحظات العصيبة على كل حرٍ يمني انطلقت عاصفة الحزم التي أتت هؤلاء الروافض من حيث لم يحتسبوا فأخذتهم بقوة وقضت على أحلامهم والنصر الذي كان يخامرهم وقتلت الغرور الذي ركبهم ، فأعادت للأمة العربية جميعا الاعتبار وأعادت للشعب اليمني الامل ، ومرغت الكبر الفارسي الذي أوهم عبيده انه لا يقهر ، ولا شك أنّ اتخاذ قرار بهذا الحجم لا يتخذه الا قادة عضماء امثال خادم الحرمين السريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي وحد صف التحالف العربي ولبى نداء الاخوة من قِبَلْ أشقائه في اليمن ، فأرسل هؤلاء القادة الابطال الى اليمن امثال الشهيدين السهيان والكتبي الذين أرخصا دميهما الطاهرين فداء للعقيدة والعروبة ، وبدمهما ودم من سبقهما من الشهداء من ابناء الدول الشقيقة يكون الدم اليمني الطاهر اختلط بالدم العربي الزكي على الارض اليمنية مهد العروبة وموطنهم الاول.
 
 
وللاسف يأتي أذناب الفرس ليتطاولوا على شرفاء الوطن والأشقاء العرب ويستنكرون علينا الإشادة والترحم على هؤلاء العمالقة ويتهمون الوطنيين بالعمالة ، فإذا كانت الوطنية بمفهومهم ان يكون المرء تابعا للفرس خائنا لعقيدته وعروبته فهذا توصيف لا ينطبق إلا عليهم وعلى من ساروا على منهج أبا رغال وبهذا المفهوم المنحرف سيصبحون هم الوطنيون ، ومن ينتمي لعروبته وعقيدته فهو خائن وعميل ، إنه العمى والانحراف والانحطاط الفكري الذي أصيب به هؤلاء المنحرفون الخونة.
 
إن هذه الحادثة الأليمة تفرض على الجميع سرعة حسم المعركة في تعز المحاصرة من قبل الانقلابيين الذين يدعون الوطنية وحب الوطن وهم يقتلون النساء والأطفال ويحاصرون المدينة من ابسط مقومات الحياة بصمائر ميتة وأخلاق منحطة وأحقاد دفينة ، 
 
فأصبحت ساحة تعز هي التحدي الحقيقي للطرفين ومن يحسم المعركة في تعز سيحسمها تلقائيا في ربوع الوطن ، وهذا يوجب على قيادة التحالف وجيش الشرعية والمقاومة الشعبية العمل على الحسم السريع للمعركة في تعز وفاء لدماء الشهداء اليمنيين وإخوانهم الخليجيين ، وكلي ثقة ان الساحة ستشهد تصعيدا وإصرارا اكبر على الحسم والانتصار لهذه الدماء الزكية ولمظلمة الثكالى والأطفال ، ونصرة للمدينة الصامدة على مدار الشهور الماضية حتى الآن بكل عزة وشموخ رغم الجراح والآلام . 
 
أيها الشرفاء إن ما يجري من صراع ومواجهات دموية على ارض اليمن الطاهرة ما هو الا صراع بين حضارتين ، الحضارة العربية الاسلامية والحضارة الفارسية المجوسية ، فندعوا شرفاء الوطن الى ان يدركوا ذلك وان لا ينخدعوا بالشعارات الكاذبة والخطابات الخادعة التي ظاهرها الرحمة وباطنها الاجرام والقتل والعنصرية والتبعية للمشروع الفارسي ، فيصبحوا مطايا وأدوات لهذا المشروع المعادي للأمة وهم لا يشعرون ويحسبون انهم يحسنون صنعاً.
 
الرحمة والخلود للشهيدين السهيان والكتبي ولكل شهداء اليمن وشهداء دول التحالف والخزي والعار لأعداء الأمة ، ولا نامت أعين الجبناء.
 
 
*عضو مجلس النواب
الحجر الصحفي في زمن الحوثي