المشروع العربي واجادت استغلال الفرص

محمد النقيب
الاربعاء ، ١١ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ٠١:٣٤ صباحاً
مما لاشك فيه ان المجريات القائمة هي الانسب لتشكل وظهور المشروع العربي المشترك . 
 
فالجميع يمتلكون مشاريعهم الخاصة بشعوبهم الا نحن العرب لم نتمكن خلال قرون من ايجاد مشروعنا المعبر عن امال وتطلعات الشعوب العربية ويخرجنا من حالة  " احجار على رقعة الشطرنج  "  
فحاجتنا لوجود مشروع عربي ملحة مطلوبة اليوم قبل الغد.
 
والمطلوب لتحقيق دلك الاستعداد والجاهزة وتحين الفرصة واستغلال المتاح.
 ومما سيساعد بتحقيق ذلك ويتيح للمشروع العربي بالتبلور في المرحلة الراهنة  ارتباك المشهد الدولي.
 وحدوث متغيرات تحرف مسار المجريات وتركز اهتمام اللاعبين الدوليين الكبار بذواتهم وتغير من اولوياتهم وتخفف تدخلهم بشؤوننا الداخلية .
 
فالمشروع العربي  يمر الان بحالة جنينية يمكن لها العبور الى طور التشكل والبروز من خلال انتصار التحالف العربي المشترك  بقيادة الشقيقة الكبرى "  المملكة العربية السعودية   " وتمكنه من تحقيق اهدافه.
وهذا مالا يمكن لقوى الهيمنة و الاستكبار العالمي القبول به او السماح له بالعبور وتحقيق الانتصار اطلاقا.
 
 مالم يسهم التحالف العربي في احداث متغيرات عالمية تربك المشهد وتغير في موازين القوى لدى القائمين على ادارة النظام العالمي أحادي القطبية وحلفائه.
 
 فهذا الارتباك سيفرض نفسه على موازين القوى وسيساهم في تغيير قواعد ممارسة السياسية الدولية  والقوى الفاعلة فيه. 
 
 ومما لا شك فيه ان حدوث ذلك المتغير -الذي نتمنى وقوعه في القريب العاجل بالرغم من انه ليس كل مايتمنى المرء يدركه- سيسهم بشكل كبير في خروج العرب  من حالة التيهان والتبعية والارتهان، وسلبية الحالة القائمة التى تخيم على المنطقة العربية منذ قرون.
 
وسيحجم سياسة الاستفراد والهيمنة المفروضة على العالم جراء نظام القطب الواحد.
 
وهذا سيسهم ايجابيا وبشكل كبير  في تزحزح الاوضاع القائمة في المنطقة .
 
 وسيترتب على ذلك التزحزح تشكيل تحالفات على قواعد واسس مغايرة ستعمل بشكل كبير على تغيير قواعد اللعبة.
وسترتبك قوائم اولويات اللاعبين الدوليين . 
و في ضوء ذلك ستتغير قائمة الاولويات لدى اللاعبين وفقا" للمستجدات الجديدة .
و هذا سيساعد الى حد كبير العرب وحلفائهم بتشكيل كيان له وزنة وثقله وحضور يمهد لما بعده . 
 فالانشغال الدولي وارتباك سلم الاولويات لدى قوى الهيمنة والاستكبار العالمي سيشغلهم بذاواتهم - ولو الى حين - وسيخفف الى حد كبير من وطئة العامل الخارجي المعيق لنهضة الامة ولو بالحد الادنى.
كما سيساهم في اجتياز العرب هذا المضيق الخانق .
 علما ان تحجيم النفود الغربي بالمنطقة سيضعف عملائهم بالداخل. 
 
فتلك المتغيرات في حال وقوعها ستعري وترفع الغطاء عن ادوات الغرب المحلية التي تعبث بحقارة بمستقبل الشعوب وتسهم بدنائه بتحقيق الاهداف المعادية للامة العربية وتنخر في الجسد العربي من الداخل.
ودلك سيؤدي الى تخفيض الكلفة واختصار دروب الاقلاع الحضاري للمشروع العربي  .
 
وما نود اخيرا" تأكيده هو ان المعيق الأبرز لنهضة الامة العربية بعد العامل الخارجي هو تأجيج التناقضات المعمق للتشظي والتناحرات البيني  "الذي تتجرع الامة العربية مرارته اليوم " 
ولاشك ان ذلك يأتي نتيجة لغياب المشروع العربي المشترك الملبي لطموحات الشعوب الذي اسهم غيابه ببروز وتعدد الهويات وتناقض وتباين المشاريع الداخلية  وتعارض الطموحات والتطلعات  الناجم عن غياب مشروع يوظف الطاقات المهدورة ويوحد بين دول الوطن العربي..
 
ان قوة تأثيرالعامل الخارجي خطير جدا"واخطر منه تلكم التوليفة المعادية التي تمارس فرضه على الامة العربية.
 
والتي تتولى كبره ايران الساعية لاستعادة مملكة ساسان الفارسية للتحكم بالمنطقة هى واسرائيل المحتله للقلب العربي وتكامل الادوار بين اليهود و ايران لضرب الامة العربية ونهب ثروتها وتمزيق نسيجنا الاجتماعي. وبريطانيا التي زرعة هذا المسخ  والولايات المتحده الامريكيه التي ترعاه وتحميه .
 
غير انه وبرغم كل تلك المعيقات والعراقيل والتحديات الكبيرة.  تستطيع الشعوب الحية صنع التحولات واجادت اصطياد الفرص وتوظيفها بما يخدم حاضرها ومستقبلها والخروج من الوضع المزري الذي انهكها واستنزف طاقتها واستغل ثروتها واراق دم ابنائها. 
 
 
*امين عام تكتل حماية السلم
الحجر الصحفي في زمن الحوثي