الدولة الاتحادية ناجحة حتماً

كتب
الاثنين ، ١٤ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٦ مساءً
د.عمر عبد العزيز أعتقد أن الصيغة الإتحادية هي الصيغة المُثلى لليمن، وهي التي ستعزز لُحمة الوحدة الوطنية، وتعزز النماء الأفقي بشكل هائل، وتجعل الذمة المالية والادارية مقرونة بالوظيفة الشخصية، باعتبارها مسئولية شخصية، أياً كان الإنسان في مربعه الوظيفي.. عوامل المشاركة في التنمية ستكون أفقية، مفهوم السيادة التقليدي البائس سيتغير.. ليست من مفاهيم السيادة اليوم أن أعمل شركة طيران واحدة في البلد، أو أعمل فضائية واحدة في البلد، هذا كلام بالٍ لا معنى له.. مفهوم السيادة اليوم يرتبط بالدفاع، وبالعقود الاستراتيجية مع الدول الأخرى، وبالسياسة الخارجية، وبوحدة الدولة وكيانيتها.. وليس بأن يأتي موظف من المهرة ليراجع راتبه في صنعاء.. هذا كلام فارغ. هذا النمط من الإدارة يجعل الاحتقان سمة دائمة في الدولة، ويخلق نوعاً من تجفيف موارد النماء الحقيقي.. موارد النماء الحقيقي أن يكون عندي اقتصاد جماعي فعّال .. في وديان الحضارات التاريخية الخصبة.. ابتداءً من مأرب، وصولاً إلى المهرة.. النماء الحقيقي هو أن يكون عندي اقتصاد حقيقي وليس احتكارياً.. النماء أن يكون لديّ خدمات منتشرة أفقياً في كل مكان، وأن تكون هناك مباراة حرة بين الأقاليم والمحافظات المختلفة .. أن يكون المواطن قادراً على أن ينساب بحركته إلى أي منطقة في هذا البلد، ويستثمر أينما أراد، ويعمل أينما أراد.. أن يكون نظام الرواتب والأجور متنوعاً ومتعدداً اًبحسب الحوافز. إذا كان عندي مثلاً شحة في الأطباء في سقطرة، فلم لا أُعطي راتباً مضاعفاً ثلاث مرات.. لم لا؟ .. ما الذي يمنعني؟، ما الذي يجعل الراتب الواحد مقدساً؟ والمركز مقدساً، والمال وثناً بيد قلة قليلة من الناس؟ . هذه هي الصيغة الاتحادية التي ابتكرها العقل البشري لخلق النماء المُستدام، وإعادة إنتاج الحياة بطريقة سويّة ومتنامية.. وهي صيغة معمول بها في كل الجغرافيا السياسية. إذا تجولت في العالم كله لن تجد دولة ناجحة إلا وهي إتحادية، ولن تجد دولة فاشلة إلا وهي مركزية. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي