الرئيس ومقتضيات العودة (1 - 1)

علي عاطف الشرفي
الاثنين ، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٢٦ صباحاً

جاءت عودة الرئيس لتلبية ما تستلزمه ظروف ومسارات المعركة المستمرة لردع الانقلابيين،

 

وهي خطوة طبيعية يفرضها سياق الأحداث.. ولكن!

 

 مما يفترض أن يتماشى مع هذه العودة إعطاء الأولوية لتهيئة المناخ المناسب لتواصل الجهود التي لم تنقطع يوماً من مكان مؤقت لإدارة العمليات العسكرية،

 

والمصاحب لها من نشاط سياسي و دبلوماسي يصب في مصلحة الإنجاز المنشود؛

 

 ومع مرور سريع لتقييم الوضع اللوجستي و الإيوائي الذي وفرته الرياض، سنجد أن إمكانيات كبيرة وأساسية قد وضعت تحت تصرف الحشود التي استقرت في العاصمة السعودية الرياض، وغيرها من المدن السعودية، الغنية بمزايا لا تتوفر فيما عداها من أماكن أخرى من العالم.

 

ببساطة شديدة توفرت أجواء ومناخات هيأت السبل للرئيس والحكومة وطواقم العمل المصاحبة، ما أسفر عن إنجازات لا تتحقق في غير هكذا ظروف ومناخات.

 

أضف إلى ما هو معروف من لحاق أعداد و مجاميع غفيرة، وجدت في الرياض ملاذاً ملائمآ، ولن أخوض في ماهية المشاكل والعوائق التي ذللت في كل مكان يتواجدون فيه، سواءً كانوا من حاملي الصفة الرسمية أو من لا يحملون أي صفة لا رسمية ولا حتّى لهم علاقة مباشرة بما يدور !

 

أما وقد عقد العزم على العودة إلى عدن المحروسة، المنتصرة بأبنائها اﻷحرار، البواسل...وهي البقعة الجغرافية المناسبة لمواصلة قيادة المرحلة القادمة..

 

فقد كان من المفترض أن يكون هناك مزيداً من الإهتمام بتهيئة المدينة لتوفير العوامل التي يتطلبها الوضع الجديد، للإستمرارية المنشودة؛

 

لن أشطح بعيداً بما قد يظن أنه آمال كبيرة أتمناها لعدن المحروسة وأهلها، وهو منحى مشروع حيال هذه المدينة الرائعة وأهلها الطيبين،

 

بل هو حق لها على كل من إستطاع إلى ذلك سبيلا؛

 

ولكن ما أنا بصدده هنا هو مقتضيات يتطلب توفرها لتستقر الحكومة وأعضائها كدولة وعلى رأسها الرئيس ونائبه؛

 

فكيف يمكن أن يكون الجهد منصبآ في التركيز على حرب مفتوحة في عدة جبهات ولا يتوفر مع ذلك أبسط المقومات الأساسية التي لا غنى عنها؛

 

-لا كهرباء تكفي لتلبية احتياجات الناس، ما بالك بالحكومة التي عادت! وهذا الجانب الملامس لحياة أكثر الناس، ومصدر معاناة جسدية ونفسية، هو ما فرض الإشارة إليه، وهو ما يثير كثير من التساؤلات حول جدية الحكومة في توفير مناخ آمن ومستقر لمن يقع على عاتقهم إدارة المرحلة، وعلى رأسهم جميعاً الرئيس،

 

فقد جرت العادة في عدن، المحروسة أن إنقطاع التيار الكهربائي يتسبب في خلق مزاج حاد ينعكس سلباً على كل شيء، فتنجم عنه-إنقطاع التيار الكهربائي-خروج الناس للتعبير عن مشاعر الاستياء والغضب، وهو شأن ألفناه، ويعبر عن مدنية مغروسة في الوجدان العدني؛ ضف إلى أن العالم ينظر إلى ما يدور في عدن كمعيار لتقييم مدى مصداقية الحكومة الشرعية وجديتها في تحسين الأوضاع؛

 

-لا يجوز أن يكون محيط القصر مضاءآ وما سواه يغرق في ظلام حالك!

 

-الكهرباء ترتبط وترتكز، بها و عليها، حياة متكاملة من إبقاء الستر مهتوك عمن لا ينشطون إلا في الظلام، و يعيشون كالخفافيش،

 

-الكهرباء من مقومات الحياة سواءً كانت تستجدى من مستشفيات متهالكة وعديمة الفائدة لعجزها عن القيام بما أنشئت من أجله!

 

-الكهرباء تمد شرايين التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت بالحياة، وهو ما يلزم لحشد الجهود التي تسند المعركة.

 

- لا كهرباء يعني أن، لا ماء، لا وقود،لا لا لا...وكثيرة هي اللاءات!!

 

المقتضيات اللازمة لإدارة الحرب والأزمة كثيرة ومتعددة ولكنها في واقع الأمر سهلة التنفيذ إذا ما كانت الحكومة جادة في خطوات التنفيذ! !

وللحديث بقية، يتبع...

الحجر الصحفي في زمن الحوثي