إلى هادي كُن رئيساً !!

حبيب العِزِّي
الأحد ، ٢٧ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٥:٣٧ مساءً
لا شك بأن الزيارة الحالية، التي يقوم بها الرئيس هادي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومشاركته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، يُعد انتصاراً دبلوماسياً هاماً للشرعية في اليمن، يضاف للانتصار السياسي الأخير، الذي تحقق إثر عودته كما عودة نائبه مع فريق الحكومة قبل ذلك إلى مدينة عدن، بعد غياب قسري لهم في المملكة العربية السعودية دام ستة أشهر، وهي بمُجملها تُمثل تعزيزاً للانتصارات العسكرية، التي حدثت على الأرض، أكان في تحرير عدن وباقي مدن الجنوب، أو بتقدم المقاومة في باقي المحافظات مثل مأرب وتعز والبيضاء وغيرها.
 
 
لدينا خشية كبيرة، من أن تُشكل زيارة هادي الحالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، عودة بالأمور إلى الوراء، في ملف الحرب باليمن، بدلاً من منحها دفعة إلى الأمام، بعد كل تلك الانتصارات السياسية والعسكرية، وسببُ خشيتنا تلك، مرده إلى نقطتين أساسيتين:
 
الأولى: وهي أن الإدارة الأمريكية، لا تريد بالأساس حسماً عسكرياً في اليمن، يصب بمصلحة المملكة العربية لسعودية، وقد ظلت طوال الأشهر الستة الماضية، تدفع باتجاه إيجاد مخارج وحلول سياسية للملف اليمني، بدلاً من خيار الحسم العسكري، وقد تجلى ذلك من خلال مباركتها ورعايتها لمباحثات مسقط الأخيرة، وغيرها من المباحثات العبثية.
الثانية: أن الأمريكيين سيحاولون الضغط بقوة على الرئيس هادي، من أجل العدول عن فكرة الاجتياح البري للعاصمة صنعاء من قبل التحالف، كما سيحاول الرئيس أوباما إقناعه بما لم يستطع أن يقنع به الملك سلمان، أثناء زيارة هذا الأخير لواشنطن قبل أسابيع قليلة، خصوصاً إذا ما علمنا أن الإدارة الأمريكية، كانت قد أبلغت الحكومة اليمنية رسمياً، رفضها لفكرة الاجتياح البري لصنعاء، مُعللة ذلك بأنه سيتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين.
 
ولأجل ذلك .. فإن المطلوب من الرئيس هادي باختصار، أن يكون رئيساً هذه المرة لا دنبوعاً، بمعنى أن يكون رئيساً لليمنيين بالفعل لا بمجرد الشكل، ولو لمرة واحدة في حياته، وبخاصة أثناء حديثه مع الأمريكان في هذه الزيارة، يجب عليه أن يرفض كل ضغوطاتهم، لأن القضية لم تعُد شأناً يمنياً صِرفاً، وإنما باتت تتعلق بأمن المنطقة ككل، وبمقدمتها أمن المملكة العربية السعودية ودول الخليج.
 
 
 إن أيَّ رضوخ أو تنازل من الرئيس هادي للأمريكيين أو لغيرهم في هذه المرحلة، سيُصيب اليمنيين بمقتل وبخيبة أمل كبيرة، كما سيُعد بمثابة الطعنة القوية للدولة التي استضافته طوال الستة أشهر الماضية، ومعها دول التحالف مجتمعة، وفي حال حدث ذلك -لا سمح الله-، فإن هادي سيكون قد وقَّع بكلتا يدية، وبصم بإبهام يده اليمنى عريضة وصفه بـ"الدنبوع"، الذي لا يستحق أن يكون رئيساً بالمرَّة، وحين ذاك لن يعود خطيئة اليمنيين وحدهم، وإنما خطيئة المملكة العربية السعودية والخليج أيضاَ، الذين كانوا قد اختاروه بديلاً عن المخلوع، في  مبادرتهم لحل الأزمة اليمنية إبان الثورة الشعبية في العام 2011م .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي