الإساءة لأم المؤمنين والإرهاب فوبيا !!

عبدالواسع الفاتكي
الأحد ، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠١:٠٧ مساءً
من يبصق باتجاه السماء ، بناء على قانون الجاذبية ،  تسقط بصقته على وجهه !! والإساءة التي أقدمت عليها صحيفة الثورة اليمنية ، التي يسيطر على إدارة نشرها الحوثيون ، بنشرها قصيدة، تتضمن ألفاظا، تنال من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، في عددها رقم 18563، الصادر يوم الأربعاء 16سبتمبر 2015م  صادرة من الباصقين على وجوههم .
 
 
ورغم محاولات الحركات الطائفية المسلحة ، التي ترعاها طهران في المنطقة العربية ، الادعاء بخدمة الإسلام، ومحبة آل بيت النبوة ، وتسمية نفسها بمسميات دينية ، كحزب الله في لبنان، وأنصار الله في اليمن ، إلا أن وجهها الحقيقي ، وبواطن ما تضمره للإسلام ، والمسلمين بات جليا،  تكشفه الأحداث يوما بعد يوم، فالعقائد الفاسدة المدونة في كتب مرجعيات وأئمة تلك الحركات، تفصح عن انحرافها عن النهج الإسلامي الصحيح ، بالإضافة إلى أنها محل إجماع المتقدمين منهم والمتأخرين ، لم يخرج عنها إلا القليل منهم، لعل أشنعها طعنها في صحابة رسول الله (ص)، وزوجه عائشة رضي الله عنها ، فحسين بدر الدين الحوثي ، الذي يعد  مؤسسا، ومرجعا مهما للحركة الحوثية ، يقول عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في الصفحة الثالثة من تفسير سورة المائدة: (كارثة أبي بكر وعمر ، كانت هي سبب مشاكل المسلمين، ثم هي من غطى على أعينهم، عن أن يعرفوا الحل والمخرج منها ) .
 
 
إن النيل من أم المؤمنين عائشة ، بالنسبة للحركة الحوثية ليس أمرا جديدا، فإثر قيام مدرسة أسماء للبنات في صنعاء ، بوضع أسئلة امتحان ، تطالب الطالبات ، بإثبات براءة زوج النبي (ص) من حادثة الإفك، بآيات قرآنية من سورة النور ، طالبت صحيفة المسار الحوثية ، في 15 أكتوبر 2012م ، وموقع الحق نت التابع لحزب الحق، بإلغاء سورة النور المبرئة لعائشة رضي الله عنها ، من المناهج الدراسية ، بمبرر إثارتها للفتنة الطائفية، والسؤال الذي يفرض نفسه، باحثا عن إجابة منطقية ما الذي دفع الحوثيين للإساءة مجددا لأم المؤمنين ، في هذا التوقيت وبتلكم الطريقة ؟ 
 
 
فمن المعلوم أن الحوثيين  وحلفاءهم في هذه الآونة منيوا بانتكاسات مشهودة، عسكرية ، وسياسية مما استدعاهم ؛ للبحث عن عوامل تطيل أمد الصراع، وتديم بقاءهم فيه ، كطرف أساسي، وبدعم خارجي، بمبررات ذرائعية ، يختبئون وراءها ، أبرزها الإرهاب فوبيا ، وإذا كان تفجير مساجد صنعاء ، لم يؤت أكله ، فمن الضروري سلوك سبل أخرى ، تستفز اليمنيين ، وتدفعهم لغضب، يصعب السيطرة عليه، يصاحبه الإيعاز لمجموعات إرهابية ؛ للقيام بعمليات ذبح  أو اغتيالات لصحفيين وكتاب أو شخصيات محسوبة عليهم أو تفجير مؤسسات صحفية ، وتضليل الرأي العام ، باتهام الآخرين، وتلفيق ملفات كيدية، وإلحاقها بنظرية المؤامرة والعمالة للخارج ؛ لتطبيع الجرائم ، والمجازر الدموية، التي ترتكب تحت شعار  محاربة الإرهاب ، الذي يتم توظيفه بدموية أكثر بشاعة ، لاسيما وأن من يتبنى هذا الشعار ، مليشيات مارست الإرهاب المنظم، والجريمة السياسية ضد اليمنيين ،  في إطار فلسفة صناعة العدو الداخلي؛ لتكوين بيئة حرب ، وإرهاب سياسي ، وأيديولوجي ، يراد له أن يكن في اليمن منظما، يستخدمه صناعه ؛ لأجل مكاسب سياسية ، وتأسيس خارطة عنف ملتهبة، تستهدف عسكرة المجتمع اليمني ، ونحر منظومته القيمية ، وتقسيم شرائحه لفرق متصارعة ، بآليات دموية ، تذكي احترابا طائفيا ، تسخر له ماكينة سياسية ، وإعلامية ضخمة؛ لجعل اليمن تحت النفوذ الإيراني ، بلباس التشيع السياسي .
 
 
 
وحري بنا أن نصب ملايين الأطنان ، من مياه الحكمة والتعقل ، على حرائق طائفية ، يراد لها أن تشتعل، والمطلوب منا أن نحول الرد على الإساءة لأم المؤمنين عائشة ، من رد فعل عاطفي ،  منفلت من ضوابط الشرع ، يحقق أهداف من أساء ، ومن يقف خلفه ، لفعل موضوعي ، لا يتجاوز المشروع إلى الممنوع ، بالرد على الإساءة بالحجة والبرهان ،  واستخدام الوسائل القانونية في عقاب المسيء ، ويأتي رص صفوف اليمنيين ، وتكاتف جهودهم ؛ للوقوف بصلابة ضد مشروع الحوثي وصالح، والقضاء عليه ، الرامي للتسلط عليهم، واستبدال هويتهم العربية الإسلامية بالهوية الفارسية أعظم انتصار لأم المؤمنين الطاهرة المطهرة .
 
 
#عبدالواسع_الفاتكي
الحجر الصحفي في زمن الحوثي