ما تحتاجه للتفريخ هو حرب اهلية!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ٠٤ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٣٤ مساءً
 
حسب الأبحاث في التركيبة الديموجرافية يجب ان يكون معدل التكاثر او معدل الاحلال ليس اقل من ٢,١١ حتى يمكن لأي حضارة ان تبقى لأكثر من جيل اي اكثر من ٥٠ سنة. فاذا كان لكل اسرة معدل انجاب اقل من طفلين و ربع اي ٢,١١ فأن هذا سيؤدي في المحصلة الى تراجع هذه الحضارة لاسيما و حتى اليوم لم تستطيع اي حضارة الاستمرار تحت هذا المعدل السكاني. الكارثة ان معدل تكاثر بنسبة ١,٣ يعني النهاية المتوقعة للحضارة لانها سوف تحتاج الى مايقارب من ١٠٠ سنة لتصحيح نفسها و كوارث ذلك لاسيما لا يوجد أي نظام إقتصادي او نظام اجتماعي يستطيع ان يصمد امام هذه المتغيرات بشكل واضح برغم التقنية الموجودة.
 
و حتى تفهمون ما اقصد فأنه عندما ينجب زوجين اي شخصين طفل واحد حسب معدل ١,٣ فإن عدد الأطفال سوف يكون نصف عدد الاباء, و اذا استمر الابناء بذلك فان الاطفال في الجيل الثالث يكونوا ربع العدد ايام الاجداد و يمكن التخيل ان خلال ١٠٠ سنة تكون حلت الكارثة لاسيما و سن الانجاب لا يتحقق الا الى تحت الاربعين من العمر. و لتوضيح اكثر إذا كان هناك مليونين طفل مواليد عام ٢٠٠٠ فانه سوف يكون عندنا بعد ٢٥ سنة فقط مليونين عامل اي اقل من ٤ مليون شخص كما في عهد الاباء اي كما كان عام ٢٠٠٠.كل واحد منهم مثلاً يتحمل شخصين "الاباء" في نظام الرعاية الاجتماعية بجانب اسرتة و طفله و مجتمعة وقتها, اي مع كل جيل سوف تتضاعف المشاكل. و عندما يتقلص عدد السكان تتقلص ليس الاقتصاد و الرعاية الاجتماعية و الخدمات و انما الحضاره و الثقافه و التقدم و المنافسة. و لازال للمعلومات معدل التكاثر في بريطانيا ١,٦ و في ايطاليا ١,٢ و في المانيا ١,٣ و في اسبانيا ١,١ اي معدل الزياده الطبيعيه للسكان في أروبا اي ٣١ دوله يساوي متوسط ١,٤ و هنا مستحيل عكسها لتدارك الأمر اي ان كل امراة اوروبية عاملة او طالبة تضاعف الانتاج ليس الى الضعف و انما الى ٣ اضعاف. 
 
اي ان قارة أوروبا التي نعرفها كشعوب بيضاء شقراء ستختفي كما نعرفها من الوجود, اذا ظلت معدلات التكاثر كما هي. ففي فرنسا معدل التكاثر كمعدل الزيادة الطبيعية عند الفرنسين ١,٨ الان بينما عند العرب مقارنة هناك ٤ الى ٧ و هكذا. لذلك اوربا حتى تستمر لابد من الهجرة و ليس من اوربا الشرقية حيث يعانون ايضا من قلة المواليد, و انما العالم العربي و الاسلامي هو المنجم و لكن بشرط ان يتم التفريخ للثقافة. لذا العقود الماضية سجلت ارتفاعا في أعداد المهاجرين التاركين للمنطقة العربية مع خصوبة النساء المهاجرات بمعدل ٣,٤ أطفال و ذلك ٣ اضعاف نظيراتهن الاوربيات بوجود حوافز الرعاية الاجتماعية في اروبا، الأمر الذي يغير التركيبة السكانية جذريا لصالح المهاجرين، خاصة أن أوروبا قارة مسنة يتجاوز أكثر من ربع سكانها سن الستين. و حتى يسهل تحريك الهجرة و لا يكون هناك خط رجعة حتى يتكامل المهاجر مع الوطن الجديد, اوطننا في المنطقة يجب ان تحترق بنفس مبدأ طارق بن زياد و حرق سفن العودة و قياداتنا و افكارنا هم صندوق الادوات. و انظروا الى سوريا او العراق او ليبيا او اليمن بسبب اسر مريضة تريد ان تظل في السلطة او اشخاص يتم تمزيق المجتمع و دفع ابنائه بذلك و بشدة للهجرة او الهروب.
 
و بناء على ذلك سوف تتغير مفاهيم المهاجرين و الشباب المتعلم حول اوطانهم و حول عقيدتهم و حول العنف المنتشر في اوطانهم و الافكار, التي لا تتعايش مع بعضها و كذلك وجهة نظر الأوروبيين مع الواقع الجديد مما يعني ان أوروبا ستخرج متحولة من مواجهتها مع الإسلام الى التعاطي مع إسلام جديد بنسختها، و هناك احتمال بأن يظهر إسلام قابل للتذويب في الثقافة الغربية بعد ان فشلت ثقافة التعايش و التسامح في المشرق, و الاسباب عديدة داخلية و خارجية سياسية طائفية مذهبية معقدة التركيب. و صحيح ان في الوقت الراهن الإسلام في مركز قوة لكي ينتصر ديمغرافيا و لكن في مركز ضعف بسبب ابنائه لكي ينتصر فكريا و هذا يجعل الاجيال الحالية و القادمة غير متحمسة للتوجهات الدينية الاسلامية و تشك في كل طرح او فكرة بعد ظهور العنف المبالغ فيه و تحت نصوص و موارث دينية متناقضة. 
 
و هنا يظل الاطفال و الشباب هم الثروة الحقيقة للعرب ان احسنوا الحفاظ عليهم و تأهلهم, يتطلع اليهم العالم و بالذات اوربا كطاقة للمستقبل يطمحون في الاستحوذ عليهم بعد ان يبتعدوا عن ثقافتهم الاصلية العنيفة بهروبهم الى احضان الغرب. و سوف يتم التفريخ و ينتهي بنا المطاف الى الرحيل و عن قناعة تامة من دون فكرة العودة. و اخيرا ماكينات الاحداث اليومية الطائفية و المناطقية و المذهبية صارت تعمل بتسارع عجيب في جميع الاتجاهات تطبع كل يوم معاناة الانسان العربي لنا على شكل صورة طفل بريئ تدمر الباقي فينا و كل شيء كان السبب !!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي