اطراف الكارثة و الحل!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ٢٧ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٤٦ مساءً
المشاريع الصغيرة لا يكتب لها النجاح مهما كانت الحجج, ان لم يتم تغليفها باهداف تنموية واضحة, يكون هدفها سامي و غايتها نبيلة تحافظ على كرامة و قوة المجتمع. المشاريع الصغيرة لا تتمدد و لا تستمر, ان لم تكون متسامحة و منفتحة مع الجميع هذه مسلمات لا تناقش لاسيما و الشعارات و الخطابات في عصرنا هذ لا تكفي. اليوم الجميع في اليمن ادرك ذلك و لكن بعد وقوع الكارثة و الجميع من الطبيعي الان ان يبحث عن طريق خروج من الكارثة اقل تكلفة قبل ان يرتفع الثمن. لكن الاطراف اليمنية, و التي بيدها الحل يمكن توصيفها بشخص مريض لم يستوعب حجم الحدث بعد. و حتى يمكن ان نوصل المريض ان يطلب حل, حاولت ان اوضح حجم الكارثة, و التي لازال يمكن احتوائها, ان ساهم الجميع في ايجاد نقطة انعطاف جديدة نبلور فيها حل, غير ذلك توقعوا الأسوأ, و الذي هو احتمال وارد.
 
 
نبدأ اولاً مع المتعلمين و المثقفين و الاعلامين لاسيما و يمكن ان يتم تصنفي منهم, فنقول لهم العلم و الثقافة لا تعترف بالمناطيقة و لا بالتعصب ولا بالفكر الضيق. العلم و الثقافة يجب ان تنتج لغة جامعة تصالحية بعيد عن الشحن الطائفي و المناطيقي او التعالي و العجرفة و بالذات داخل الاسرة اليمنية الواحدة. العلم و الثقافة و السلوك كانعكاس يجب ان يكونوا ركائز أساسية تحمل البيت اليمني الواحد لا تهدمه. الجميع ينظر اليكم و الى ماتكتبون, ينتظرون منكم كنخب حلول, غير ذلك تظيعون وقتكم و وقت العالم على الفاضي, لا في رعب, و لا في كوميديا, و لا احترافية في الفكرة, و لا احترافية حتى في النقل و التصوير, و لا اي شي, مجرد تضيع وقت مع استمرار نفس الفكر بنفس النسق. و مختصر الامر احبتي, كونوا حراك مجتمعي, متعلم, متفائل, مغير, غير عاطفي, او متذمر متعالي او متعجرف. انتم يجب ان تكونوا شوكة الميزان, هذا اذا كنتم تريدون اليمن ان تنجوا بكم و تريدون ان تساهموا في ان نصل الى حل و نمنع وصول الحرب الى كل بيت.
 
 
قيادات الداخل انصار الله, و الذين طالبنهم مرات عديدة ان يطلقوا المعتقلين و الدكاترة و ان ينسحبوا من المدن و ان يرفعوا أيديهم عن حصار المدن, نطالبهم من جديد تنفيذ ذلك اليوم. فلا يمكن ان تجدوا اي شخص حتى منكم يمكن ان يرضى بالكوارث التي تسببتم بها او صنفت في سجيلكم, فبادروا بما اقترحت, حتى نستطيع ان نحافظ على الباقي, و نخرج البلد الى حل بدل من الظلم و القتل الذي صار محصلة طبيعية لما تقومون به, و لن ينتهي. ضرب تعز بالمدفعية من اللجان الشعبية و الحرس جريمة يجب ان ترفض منكم قبل المجتمع. القذائف التي تسقط على المدنيين باسلوب عشوائي لن توصلكم الى النجاة و لكن الى الغرق. و مختصر الامر يجب على العقلاء وقف هذا العبث و بسرعة لاسيما و ذلك لن يغير في مجرى نهاية الحدث, و انما يزيد المعاناة اكثر. ايضاً الى اخواننا في المؤسسة الحوثية الدولة مؤسسات معقدة مترابطة, الدولة علاقات خارجية و داخلية, الدولة خطاب سياسي جامع. كتبت مرات عدة و قلت لكم ان الشعب اليمني لن يرضى بخطاب ديني او حكم اسري و لا يريد ان يعيش بممارسات غريبه عنه, و لا يريد ان يكون فيه سيد او قائد ثورة , الدولة مؤسسات و ليست اشخاص اليوم للشعب اليمني و هذا حقه في هذه الالفية. في المقابل من حقكم ان لا تكونوا مثل غيركم داخل المجتمع, و ان لا يغيركم احد ان كنتم سعداء و مقتنعون بذلك. لكن يجب دائماُ ان لا ننسى الثابت فينا و هو ان الشعب اليمني اسرة واحدة, يريد الخارج تفكيكها باستغلال فقرنا, و كثير من ابنائه من يبيع و يشتري, و اخرون يسعون و بكل قوة ان يحافظوا على تنوعه و نسيجه من دون مقابل. اليوم يمكن ان تفكروا بعقلانية اكثر بعد ان اجتمع الكل عليكم, لما احدثتموه من شرخ و تدمير داخل المجتمع و يكفينا لحد كذا مسيرة قرآنية. 
 
 
ايضاً الرئيس السابق صالح عندما يدخل فيل محل الأواني الزجاجية فكل حركة منه الى الداخل تكسر اكثر و هذا حالك, فالشعب لن يرضى بعودة نظامك الى السلطة فلا تتحرك داخل المجتمع اكثر. يعني بالمختصر الشعب قال بصوت واحد كش ملك مات لنظامك و لك, و الخارج كمل اغلاق اللعبة باستهدافك.
 
جناح الرئيس هادي او الشرعية اعرف ان امور الحرب و التخطيط ليس بأيديكم, و هذا يعرفه الجميع, لكن بأيديكم الحديث حول تنفيذ قرار مجلس الامن ٢٢١٦. هذا القرار لا يعني ان تلغي الطرف الاخر و تطالبه بالاستسلام المذل, فافهموا قبل اي طلب, تركيبة الانسان اليمني و عقليته حتى تطالبوا بالمعقول و يقبل لاسيما و انصار الله و صالح عندهم شعبيتهم, و التي هي ليست قليلة ولم ينهزموا بعد. ايضاً انصار الله و المؤتمر في مسقط نقاش قرار مجلس الامن لا يعني اعادة صياغته خارج المضمون بما يفرغه من المحتوى, افهموا ان الوقت و الرغبات لم يعد لها مكان الان و افهموا ماحصل و ما قد يحصل في حالة ان الحرب لم تقف, و افهموا ان الخارج لن يتطلع لكم و بموجب ذلك ناقشوا و كونوا شجعان واقعيين من اجل مصلحة الوطن.
 
الى قوات التحالف مساعدتكم للشرعية لا يعني اعطائكم صك إبادة للمؤسسة العسكرية و اللجان الشعبية او تدمير للبنية التحتية فهذا مرفوض مهما كانت الاسباب, التي تريدونها. نرفض إبادة جيش دولة باكمله, حتى و ان كان في نظر الشرعية و الكثير جيش غير وطني سيطرت عليه مليشاء. فالكل ساهم في انتاج الكارثة فلا يمكن الانكار اليوم. و اذكروا ان في حرب العرب و اسرائيل في اكثر من خمسين سنة قتل ٢٣ الف من أفراد و ضباط الجيش الاسرائيلي منذ احتلال فلسطين و تكوين اسرائيل ككيان و دولة, و انتم الى اليوم في سجلكم ضعفين هذا العدد بإسلوب مباشر في خمسة اشهر و لم اقل في خمسين سنة كما هو الحال في حروب العرب و اسرائيل. و اذكروا ان اليمن بالحوثيين و الحرس ليست اسرائيل حسب علمي فيكفي الى حد كذا. و المضحك عندما تبررون كل ذلك من اجل اعادة الشرعية. و نصيحتي لنفتح صفحة تصالحية مع الكل على ثوابت نرتضيها بدل من زيادة المعاناة اكثر. لنأمل اليوم من الأشقاء في دول الجوار أن يكونوا عوناً لنا في لم شملنا عن طريق الحوار لا عن طريق الحروب, التي لن تودي إلى حل "من دون ثمن باهظ" بل إلى مزيد من التشرذم و الصراع.
 
الى الحكومة اليمنية و القيادات اليمنية في الرياض عندما تعلنون تعز مدينة منكوبة و الله ما منكوب الا انتم, كونكم عرفتم الان ذلك. فاذا تعز منكوبة تحركوا و غيروا الامر وارفعوا المعاناة, فتعز منكوبة منذ العثمانيين و بكم. تعز انتظرت مدينة حمد الطبية سنوات و انتم كحكومة و قيادات كنتم في مواقع القرار تعرقلون ذلك و افشلتم ذلك, و تعز انتظرت القرض ب ٨٥ مليون دولار للمخاء قبل سنة, و انتم كقيادات في مواقع القرار قلتم ليس مهم و وقفتم ذلك, و تعز انتظرت ٥٥ مليون دولار من ٩ سنوات للمطار, و انتم من رفض اطلاق ذلك, و تعز انتظرت محطة التحلية و انتم كقيادات منذ سنوات لا نعرف غيرها من منع ذلك من ايام الامير سلطان, و غير ذلك يكاد لا يحصى. و طبعاً في سجلكم اليوم ٥٠ الف يمني قتل بسببكم اي طلبكم حصار اليمن و لا يعفيكم ذلك من محاسبتكم, و يجب ان تخجلوا عن الحديث عن المعاناة و المدن المنكوبة و يكفي لحد كذا. و ايضا مخجل انكم لا تذكرون صعدة انها منكوبة برغم ان الرئيس هادي قال ان الحوثيين في صعدة ١٠% اي ليس من العدل ان لا تتحدثوا عن٩٠% و ما يعانون.
 
في محصلة كلامي بعد ان نظرتم لسجلاتكم جميعاً يجب ان توقفوا امام انفسكم بشجاعة و اسألوها هل هذا الثمن ضروري لبقائكم و استمرار منهجيتكم ام يجب ان نضاعف ذلك حتى تقتنعون انكم اطراف الكارثة و الحل.
 
في الاخير, عندما اكتب لكم اهدف الى مساعدتكم برغم اني بعيد عن الوطن منذ ٢٥ سنة و بعيد عنكم ٧ الف كم و طريق عودتي قد تأخذ ٢٤ سنة ثانية, يعني عجبكم نواصل في محاولتي, و اذا لم يعجبكم اعتبروا ذلك قبلة الوداع في التعاطي في امور البلد معكم, و ربنا يعين اطفالنا على تحمل جحيم الدنيا, التي نشكلها لهم بأيدينا و فكرنا!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي