كما تركها ابونا سام!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ١٢ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٤٢ صباحاً
 
استطاع رئيس الوزراء نتينياهو ان يحول تفكير معظم الإسرائيليين و بالذات الأكثر دهاء من حملة الدكتوراة, و الذين هاجروا من روسيا او الاتحاد السوفيتي في التسعينات الى عام ٢٠٠٠ و الذين بطبيعتهم يمتيزون كمهاجرين في الغالب بالمغامرة كشرط اساسي في عالم ريادة الاعمال إلى التجارة و التكنولوجيا و بذلك تم ابعادهم عن السياسة و فشلها. كان لذلك أثر في تنشيط الاقتصاد و التكنولوجيا الاسرائيلية و بالذات اثناء ركود عملية السلام. و بذلك تجاوزت إسرائيل معدل المتوسط للاستثمارات الأجنبية في بريطانية في قطاع الشركات الناشئة التقنية, و جعلها بيئة خصبة للاستثمارات التقنية. فمثلا شركة سيكو العملاقة استثمرت في الشركات الصغيرة في اسرائيل ١,٢ مليار دولار, و شركة ميكروسوفت طورت نظام تشغيل بالكامل في فرعها هناك و تكنولوجيا الهاتف المحمول تم تطويره في الشركات البحثية في اسرائيل, و البريد الصوتي و غير ذلك.
 
و الان كيمني او عربي يمكنك ان تلعن قيادتنا التي اضاعت الاجيال عندما تعرف ان اسرائيل فيها اكثر من ٤ الف شركة حديثة و صغيرة, و ان عدد شركات التكنولوجيا المسجلة فيها اكثر من الشركات الشرقية او الغربية ببورصة ناسدك اي ٦٩ شركة مقارنة مع ٤٦ شركة كندية و ١٠ شركات هندية و بريطانية معا. و الغريب ان عدد الدكاترة و الجامعات و الطلاب و المبتعثين في اليمن لا يقارن مع اسرائيل من حيث الكم, و التي يوجد فيها على سبيل العبرة ٧٢ مؤسسة بينها ٨ جامعات و الباقي كليات و معاهد إعداد معلّمين و مهنين . 
 
اما في اليمن فحدث و لا حرج فعندنا اكثر من ١٦ جامعة حكومية و فروع و عشرات الجامعات الخاصة و اكثر من ٢٥٣ الف طالب و طالبة و اكثر من ٦ الف مبتعث و الكل شغل نفسه بالسياسة ليل و نهار و على مدار عقود بسبب عبث القيادات, و طبعا هذه الاشهر كما نعرف حلفوا على الشعب انهم يدخلوا حلبة الصراع و هم يتفرجون و لم يعد يكفي التشجيع كسابق العهد من بعيد, و نحن ما صدقنا. 
 
 
و صدق الفيلسوف الصينى سان تزو عندما كتب" من يعرف عدوه و يعرف نفسه يقود مائة معركة بدون خطر، أو خوف من النتائج". و نحن لازلنا لم نعرف انفسنا, فتارة نناقش شكل الدولة بعد اكثر من ٥٠ سنة, و تارة أخرى نناقش مفهوم الوحدة بعد ٢٥ سنة, و الذي فيه وجهة نظر. يعني على مانفكر بالتنمية كمعركة وجود تكون اجيال منا قد انقرضت, بس من غير قلق فالوجوه, التي تعرفوها منذ كنتم اطفال سوف تظل موجودة و عندما نلتقي فيهم في الاخرة ممكن نسألهم وصلوا لحلول للتنمية اما ظلت اليمن كما تركها ابونا سام عليه السلام.!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي