الخيالات الحوثية و الخيارات الوطنية

عبد الخالق عطشان
الاثنين ، ٠٣ أغسطس ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٤٤ صباحاً
متى  ماضيق الخناق على الحوثيين وتقهقروا على أيدي المقاومة الشعبية يتبنى سيدهم  خيارات جديدة ليس للتقدم مرة اخرى وانما لايهام العوام والمغررين منهم إنهم في بلاء  وتمحيص ساردا لهم عبر وعاضه اللذين يلوون اعناق النصوص ويؤولونها حسب اهواء وأطماع سيدهم و الذين ينتشرون في المناطق التي سيطرت عليه مليشياته  ماحل بالمسلمين في غزوة أحد تارة  وما حصل لهم في غزوة الخندق  وحنين تارة أخرى .
 
الخيارات الحوثية المستحدثة لم تكن سوى ظهور لسيدهم في خطاب تعبوي  واستهلاكي للوقت لا يحمل في طياته إلا ( مادام سيدكم بخير فأنتم بخير ، وامضوا إلى ما أمرتكم فإن النصر قريب ) ومع كل ظهور لسيدهم يقوم المكتب الفني  للحركة لإصدار (الزوامل ) بإصدار جديد يبعث الحماسة في قلوب اتباعه فينساقون ويساقون إلى الموت فيما البعض منهم وكما روى ذلك لنا أحد الفتية الحوثية من السلالة الهاشمية حينما تم انزاله إلى الضالع  فرأى الموت يصب عليه صبا فلم يلبث أن عاد إلى قريته يخبر كل من سأله لماذا عدت وانت  القائل : (سأذهب  مع ربي ) ؟ فيجيبهم لقد خلق الله لي جسما لأحافظ عليه وليس لألقيه للتهلكة ... أنا بعقلي يا  [خبرة ] ... انتهى كلام الفتى ، لقد أدرك هذا الفتى أن خيارات سيده لم تكن الا خيالات وأن خطابات سيده في واد وشعاره في واد بينما الحقيقة التي ظفر بها الفتى لم تأته بسهوله وإنما وصلت إليه حينما  ادرك بعقله الصغيرمالم يدركه عقل سيده فسمع ورأى ووقف على المشهد بنفسه وأدرك أن سفينة او طائرة لم تقله إلى اسرائيل أو أمريكا لحربهما وإنما (طقما ) منهوبا من اللواء 310  او طقما ممنوحا من أطقم (الوية الحرس) قد طلي باللون الأسود وأبوابه مبقعة باللون الأصفر الداكن (البردقان) قد أقله إلى الضالع .. ، فيما فتى آخر كان يرمق بعينيه التائهتين لوحة مكتوب عليها (مرحبا بك أنت في جيزان) غير أنه يفاجأ بلوحة مكتوب عليها (تعز  تبعد 20 كيلو ) ...
 
لقد استفرغ سيدهم كل مافي جعبته وسلته من الخيارات بل ولم يبق أي صنف يستطيع أن يصنع منه طبقا من ( السلطة ) -بفتح السين- فقد أضحى مطبخه فارغا سوى من الأوهام والوعود الزائفة و الأماني الكاذبة يحتفظ به في ثلاجة ليقدمها في صورة خطابات  بدا يملها ويتقزز منها أنصاره قبل أعدائه فمازالت  صدى خطاباته السابقة تتردد في اذهانهم ويتذكرون أنه قال : لن ندخل صنعاء ولكنه دخل صنعاء وذمار ووو .. وقال نحن ثوارسلميون بينما قناته كانت تبين سلميته في اوضح صورها الحربية .. وقال جئنا لإسقاط الجرعة فمن كرمه أسقط الدولة .. وقال  مسيرتنا قرآنية وفعلا لم تتعرض مسيرته إلا لما هو قرآني ففجرت دور القرآن وقتلت حفاظ القرآن وخربت بيوت الله العامرة بالصلوات وتلاوة لقرآن  ... وقال نحن حريصون على الشراكة والسلم فمن شراكته المباركة اقصاء للكفاءات وتعيينه لآله وأصدقائه والقرابات في مناصب الدولة ومنحهم أعلى الرتب والترقيات يكفي أن تسعة من آل الشامي حزمة  ورزمة واحدة دفع بهم  في مناصب قيادية مدنية وعسكرية ، وأما السلم فلكم يا اولي الألباب أن تروه بأعينكم في شوارع عدن وتعز وشبوة والبيضاء  و .... لما اقتحمها ..
 
ليس من خيارات استراتيجية وو طنية للجماعة الحوثية سوى الجنوح للسلم والرجوع إلى جادة الحق والصواب وتحكيم العقل والحفاظ على ماتبقى من أرواح المواطنين في صفوفها واستبدال مافي رؤسهم من زوامل مميته إلى معارف نافعة واستبدال ماعلى جنوبهم من أسلحة قاتلة إلى أقلام يضعونها في جيوبهم يخطون ويخططون ويرسمون بها وجها مشرقا لليمن يسوده المحبة والإخاء مع بقية اخوانهم في غير جماعتهم  وليس غير هذا من خيارات سواء للحوثيين او غيرهم .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي