صراع المشاريع بين النجاح و الفشل!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ٢١ يوليو ٢٠١٥ الساعة ٠٨:١٩ صباحاً
 
الاحتياطي النقدي لليمن كان قبل ٤ اشهر ٤,٥ مليار دولار و الميزانية العامة كانت ١٤مليار دولار مع عجز بلغ ٣,٥ مليار دولار. و الدخل القومي لليمن في حالة الاستقرار ٣٤ مليار دولار, يعني البلد كلها على بعضها اقل من شركة صناعية في المانيا. مع فارق طبعاً ان الشركات الصناعية تعرف اين المستقبل, و على ماذا تراهن و كيف تضمن الاستمرار.
 
اليوم كان عندي شركة صناعية تعمل افضل من قيادات دولة في العالم الثالث و لم اقل اليمن, تريد تعمل معي مشاريع في مجال الحواس و المجسات الدقيقة, و الذي يجب ان تساهم مجموعاتي فيه بحكم عملنا في السنوات الاخيرة. يريدون ان يحموا عالمهم الصناعي بافكار جديدة و مجنونة. كان ممتع ان اعرف ان السوق في مجال الانتاج سوف يحتاج حواس و مجسات دقيقة في عام ٢٠١٦ ب ١٧ مليار و نصف يورو اي ٢١ مليار دولار و الشركات تحاول ان تاخذ نصيبها و هذا يعتبر ٥ اضعاف الاحتياط النقدي لليمن. و في مجال الصحة سوف يحتاج السوق مجسات و حواس بقيمة ٥٠ مليار يورو في الخمس السنوات القادمة اي ٦٠ مليار دولار, و هذا يقارب انتاج اليمن من النفط ل١٠ سنوات من دون احتساب ٥٠% لشركات التنقيب و الانتاج الاجنبية. و في مجال الحركة و صناعات السيارات و الربوت المتحركة و التلفونات و الوسائط سوف نحتاج حواس و مجسات دقيقة بقيمة ١٧٠ مليار يورو اي ٢٠٩ مليار دولار حتى عام ٢٠٢٥. و هذا المبلغ الاخير يعادل الانتاج القومي ل ٢٥ مليون نسمة من سكان اليمن في ٦ سنوات, اي يعني كل شيء من نفط و غاز و زراعة و تجارة و غير ذلك. و في مجال الأمان و حماية المواطن سوف يبتلع السوق مجسات و حواس بقيمة ١٩٠ مليار يورو, اي ٢٣٣ مليار دولار حتى عام ٢٠١٩. اي ميزانية اليمن ل ١٦ سنة من دون عجز.
 
عرفت ايضاً ان في عام ٢٠١٥ عندنا في المانيا سوف يكون فيها ١٦ مليون شخص اعمارهم فوق ٦٥ سنة و ٢٧ مليون شخص في عام ٢٠٥٠ فوق ٦٥ سنة يحتاجون انظمة ذكية للمراقبة و العناية و التشخيص و يمكن ان نساهم بذلك. عرفت ان ٣٣ % منهم يعيشون لحالهم و ٢٥ % سوف يشترون اي نظام ذكي يساعدهم على الحياة و مشاكلها بحكم السن إن توفر. المهم الجميع يعرف اين المستقبل, و سوف نساهم معهم في تشكيله و ايجاد حلول. طلب الشركات العمل مع مجموعتي يجعلنا نحس اننا في هذا العالم مش تكميلة عدد.
 
قبل ٥ ايام ايضا كنت في اجتماع مع ١٤ برفيسور من جامعات مختلفة اتفقنا ان نجتمع في مدنية منعزلة في فندق يومين حتى نستطيع ان نعمل بعيد عن الازعاج و الاسرة و الموظفين . في مثل تلك الاجتماعات نعمل من الصباح حتى الساعة ٨ ليلاً في تخطيط و ترتيب ١٦ مشروع علمي بحثي جديد الى عام ٢٠٢٠ سوف ننافس بهن كمجموعة. اذا ارتفض مشروع من ال ١٦ مشروع او مشروعين و الباقي امتياز في التحكيم نخسر ١٦ مشروع بسبب ان الفريق لم يعرف نقط ضعفه و لم يقوي ذلك او يقيم ذلك. المنافسة هنا اما الكل ينجح او الكل يخسر. هذه هي قواعد اللعب في ابحاث النخبة. منذ ٢٠٠٨ و مجموعتي شريك في مثل ذلك يعني مش اول مرة نخوض معركة منافسة النخبة.
 
قبلها ب٤ اسابيع كان عندي ٣ شركات صناعية و٣ برفسورات من جامعات مختلفة ايضاً نخطط مشاريع و ننافس في مجال اخر و ليس له دخل في مشاريع النخبة. قبل يومين كان عندي ايضاً شركة فولكس فاجن لصناعة السيارات نخطط مشروع تسمى نقل المعرفة من مجموعتي الى الصناعة. و بعد اسبوعين سوف التقي ٥ شركات صناعية و نبحث امكانيات التقدم في مشاريع مشتركة الى وزارة البحث العلمي, لان تقديم المشاريع للتنافس هو شهر ٩ . الوزارة تشترط مساهمة الصناعة الصغيرة او المتوسطة بمعدل ٥٠ % لتوافق على اي مشروع بعد التحكيم . الصناعة الصغيرة او المتوسطة يعني هنا شركات اقل من ٥٠٠ موظف. معدل قبول المشاريع تحت ٩ % يعني من ١٠٠ مشروع تقبل الوزارة ٩ فقط بعد التحكيم. كل هذا العمل لا يعني اننا سوف ننجح في استقطاب الدعم و المال, بقدر مايعني اننا لازلنا قادرين على المنافسة و التعلم من الاخرين. فالانسان يحس انه لا زال على قيد الحياة عندما تتوسع افقه و يعرف نقاط ضعفه و قوته مقارنة بمن هم مثله او احسن. المشاريع يعني مناقصة و افضل المشاريع و الافكار ممكن تشاهد الحياة و بعضها يدفن بين الافكار القديمة.
 
المهم هناك مواعيد كثيرة جعلتني اقضي العيد داخل مكتبي. العالم يتحرك بوتيرة سريعة الى الامام و نحن نتحرك في اليمن الى الخلف. كنت اتمني ان ننقل فكر التخطيط و التنفيذ و الاتقان في العمل الى عالمنا العربي و اليمن. الغريب اننا نعمل برغم اننا في اجازة و كان يمكن ان اجلس في البيت. و لكن الشعور انك كلما ارتحت في بيتك اكثر كلما قلت قدرتك على المنافسة و الاحتفاظ بما تحت يدك مما يعني توقفك على جنب كسيارة معطلة الى ان تطلع على المعاش, هذا اذا لم تنطرد من الوظيفة و تدخل سوق العاطلين عن العمل. طبعا هنا في الصورة بعض الموظفين اليوم في احد المعامل عندي بعد النقاش مع الشركة. كان و لازال ممكن ان ننافس بشبابنا في اليمن لو وقف العبث!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي