مؤتمر جنيف من دون شروط !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ٢٠ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٢٩ مساءً
انعقد مؤتمر الرياض في ظروف بالغة التعقيد لكي يعلن منه جناح الرئيس هادي و أعوانه التأييد المطلق للشرعية الدستورية, و تسريع و تكثيف عملية الدعم للمقاومة الشعبية في مدينتي عدن و تعز و غيرها, و مطالبة مجلس الأمن بالتنفيذ الكامل للقرار الدولي 2216 و القرارات الدولية ذات الصلة لما يمثله ذلك من أساس للحل السياسي السلمي في اليمن. 
 
إضافة إلى الدعوة إلى تشكيل قوة عسكرية لتأمين المدن الرئيسية و الإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن و ضمان الانسحاب الكامل لقوى التمرد من كافة المدن و تسليم الأسلحة و المؤسسات. المجتمعون بذلك حسموا أمرهم على الأقل في الاتفاق علی مخرجات تشترط القضاء على الحوثي و صالح عبر ثلاثة محاور يمكن تلخيصها كما يلي: استمرار العمل العسكري الطويل, و استمرار الحصار الشامل و المقاطعة, و حشد الدعم الدولي و الخارجي ماليا و سياسيا للشرعية, و التي اريد ان اوضحها هنا و مايترتب عليها اكثر:
 
1- استمرار العمل العسكري ليس حل لاسيما و أكثر من 3400 غارة لم تحرر حتى مدينة او بالأصح حتى 900 متر, و لم تستطيع أن ترجع مسؤال واحد من الرياض إلى صنعاء أو عدن بعد 54 يوم, و لم تستطيع أن تقنع حوثي واحد يحضر مؤتمر الرياض, و لم تغير قناعة بسيطة عند أنصار الله. و لم يحصل من قوات التحالف تدخل بري بعد 54 يوم برغم وجود مقاومة في أكثر المدن و كر و فر في مدن مثل تعز و عدن, و لم تبداء حرب برية شاملة لاسيما و الحوثيين في صعدة قريب جدا منهم, بالعكس من ذلك بدأت القبائل اليمنية المتضررة من الغارات الهجوم على المراكز الحدودية رغم امتلاك المملكة أسلحة تكفي لتغير قارة بأكملها و ليس منطقة حدودية فقط. صحيح أن الحرب البرية لم تبداء لكنها تعكس قلقا كبيرا لدى القيادة السعودية من المجازفة فيها. 
 
 
و صحيح أن القوات البرية السعودية لديها 290 دبابة فرنسية الصنع من النوع 155MM مدافع الهاوتزر ذاتية الدفع, و570 دبابة أيضا فرنسية من النوع AMX-10P مدرعة، حوالي 1370 دبابة قتال من أنواع مختلفة, مثل M1A2 أبرامز أمريكية، و من النوع AMX-30 الفرنسية و من النوع M60, و من النوع Leopard ألالمانية و غير ذلك. و عندها 702 قطعة مدفعية، بما في ذلك M109، و حوالي 10050 من العربات المدرعة بما في ذلك فوكس الألمانية و مركبات استطلاع أخرى مدرعة من إنتاج ألماني. و عندها 150 دبابة باكستانية تسمى الخالد و عندها 1750 مصفحة أو تسمي دبابة نقل أمريكية من النوع M113, و الجيش اليمني و مليشيات اللجان الشعبية لا يملكون إلا أسلحة من بقايا الحرب العالمية, و لكن المملكة لن تدخل حرب برية مع اليمن برغم سلاحنا البدائي. 
 
المملكة سوف تكتفي بالغارات الجوية و الحصار, و داعم المقاومة, و تشكيل جيش جديد على غرار الجيش الحر في سوريا, و استهداف القيادات الحوثية و القيام بعمليات حدودية سريعة. في المقابل القوات الموجودة في الداخل "الحوثيون و المؤسسة العسكرية و جماعات صالح و غيرهم" يخضون معركة مصيرية لهم تؤدي إلى إطالة ألازمة هدفها الاستحواذ على جميع مناطق الجمهورية بغرض فرض سلطة الأمر الواقع أمام المجتمع الدولي, و بالذات مع رفع وتيرة شعارات قتال الدواعيش و القاعدة, و التي تتفق مع سياسة المجتمع الدولي و لكنها تمزق النسيج الاجنماعي و تشعل المقاومة في كل منطقة بسبب سياسة التعاطي المفرط مع استخدام السلاح مما يسقط المدنيين كمحصلة. بين هذين الاتجاهين الحربيين سيتم تأسيس حرب طويلة في اليمن حتی انتصار أحد الأطراف و سقوط الجميع مثل الأغبياء, كما و أن حذرنا إلى ذلك, و الذي سوف يدفع ثمنه الشعب اليمني. فلذا رسالتي للجميع مراجعات الحسابات في الحديث حول هذا المحور لاسيما و الصراع يعني بقاء الوضع كما هو عليه و الانتقال إلى مشهد صراع لن يتوقف أكثر ضراوة و قسوة يدفع اليمنيين وحدهم الثمن.
 
 
2. اما المحور الثاني و هو استمرار الحصار على صالح و الحوثيين فأنني لا أرى أن صالح و الحوثيين سوف ينتهون بذلك لاسيما و المليشيات في الحروب اقل الاطراف ضرر و إنما الشعب اليمني . فالحصار لليمن يعرض ٢٥ مليون يمني للكارثة لاسيما أن من يعتقد أنه بإمكان الامم المتحدة إيصال المساعدات الإنسانية الي عدة ملايين واهم تحت هذا الحصار. ضحايا الحصار المفروض سوف يتجاوز أضعاف أضعاف ضحايا الحرب الداخلية و الغارات. و حتى نفهم ابعاد ذلك فهناك مثلا مائة و عشرون ألف طفل معرضون لخطر الإصابة الوشيكة بسوء التغذية المزمن في اليمن هذا فقط خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بسبب استمرار الحصار, و هناك مليونين و خمسمائة ألف طفل معرضون لخطر الإصابة بأمراض الإسهال في ظل انهيار نظم الصرف الصحي، و عدم قدرة البلديات على ضخ المياه إلى المنازل لأكثر من ساعة يوميا و أمراض الإسهال تؤدي إلى سوء التغذية، و قد تفضي إلى الوفاة. و مع الحصار سوف يحصل انهيارات سريعة في المنظومة الغذائية بشكل عام, تحول اليمن كلها فجاة الى كارثة مجاعة لا نلحق معالجة اثارها. اضيف الى ذلك انهيار القطاع الصحي مثلا بسبب انعدام البترول و الديزل و الكهرباء، انتشار الأمراض مثل حمى الضنك، انعدام الدواء و الإسعافات، النزوح و أخطاره ، قلة المواد الغذائية، العالقين و قلة الاهتمام بهم، الطرقات الغير امينة و مشاكلها و الغارات و أخطائها, انهيار منظومة الانتاج البسيط و انهيار قطاعات الزراعة و انهيار قطاعات التعليم و خطوط امداد الماء و الكهرباء و انهيار قطاع المعاملات البنكية لم تؤخذ بعين الاعتبار ايضا, و الذي سوف يدفع ثمنه الشعب اليمني. و هذه كارثة انسانية ترتقي الى جريمة إبادة جماعية لن يختلف العالم حولها.
 
3. أما محور حشد الدعم الدولي و الخارجي ماليا و سياسيا للشرعية لم تستفيد منه الشرعية و هي في صنعاء و تحكم الدولة و الجيش و الأمن على مدار ثلاث سنوات فكيف بها ألان و هي في فنادق الرياض لا تحكم أرقام التلفونات التي بيدها و لا فوتير إيجار الغرف و السبب بسيط و هو أن السمكة لا تستطيع تسلق الشجرة حتى لو حاولت ذلك بقية حياتها.
 
مختصر الأمر البلد تعاني من قرارات التصعيد من قيادات الداخل و الخارج من دون مبادرات مقبولة و واقعية. قيادات الداخل لم تستطيع أن تجنب المدنيين و تحافظ عليهم و قيادات الخارج طالبت بحصار بلد و غارات يعاني منها و من اثارها المدنيين, و التي لم تحصل في تاريخ الشعوب ان قيادة تحاصر شعبها إلى اجل غير مسمى و هم في فنادق ٥ نجوم و ينامون بكل طمأنينة امام شاشات التلفاز في الرياض و المدنيين من نساء و اطفال في صنعاء تحت رحمة ازيز الطائرات و الصواريخ و الاخرين في عدن و تعز تحت قصف مدفعية الجيش و اللجان الشعبية. فحكومة لم تسطيع اعادة ١١ الف عالق يمني في دول مثل مصر و الاردن و الهند و الامر ليس بهذا التعقيد, و لم تفكر بالمدنيين من اطفال و نساء في المدن اليمنية, و لم تستطيع ايجاد ممرات امنة, و لم تاخذ الامور بمحمل الجد لن يكون بمقدورها الحلول و المبادرة و قيادة دولة تحترق تحت شظايا الصراعات.
 
أقولها لكم جميعا في الداخل و الخارج, في جبهات القتال او وراء شاشات الكمبيوتر و التلفاز, لابد من إيقاف القتال الداخلي و الغارات و بسرعة, و فتح جميع موانئ البلاد و مطارتها، لاسيما و شعبنا يعتمد بشكل كبير على استيراد مواده الغذائية و مستلزماته من الخارج و يكفي لحد كذا. فسوريا ليست تحت الحصار و غزة, التي تحت الاحتلال يقوم الاحتلال بتوفير الكهرباء و المشتقات النفطية و لم يحاصر الغذاء مثل حلنا, و هم قوات احتلال. شعبنا مل من كثرة الغباء في التعاطي مع مشاكله. 
 
فثقافة الحشد و الحرب, التي تؤدي الی الحوار، ثم الحوار الذي ينتهي بالحرب هي استرزاق لا أكثر يدفع الشعب اليمني ثمنها قد عرفناها كثيرا في اليمن و انتهت بكوارث من مفارقات الزمن الكثير لا زال جزء منها. و الغريب و العجيب ان قيادات الداخل و الخارج صنعت هذه الكارثة و كان يمكن تجنبها و لازلوا يسعون لتكرار جدلية الخراب و التدمير و التصنيف و الطائفية مع استنساخ السيناريو السوري بحماقة في اليمن متناسين أن المؤتمرات من طرف واحد متوافق و التصريحات و فرض شروط تعجيزية او غير وقعية تعمل على تأسيس حرب طويلة و مفتوحه و قذرة حتى آخر طلقة, تعيد بلدنا إلى ما قبل العصور الوسطى. و أنا على ثقة أنه عندما يسأم الجميع من الحوار و المؤتمرات سيلجأ الجميع إلى الحرب، ثم يعود الجميع للحوار عندما تصل الحرب لنقطة الجمود. و اختصار للوقت و المعاناة و الجهد اذهبوا الى مؤتمر جنيف من دون شروط, اذا كنتم تريدون حل!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي