عــــدن .. بكـاء المظلـومــية

د.الفت الدبعي
السبت ، ٠٩ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٣٢ مساءً
يحق لكل أبناء اليمن أن يبكوا  عدن ..فعدن تستحق منكم  البكاء ....تستحق أن تبكوا  فيها المظلومية التي كانت عدن  تعتقد أن جماعة الحوثي تتشارك بها معهم وجاءت لتساندهم بها  ....يحق لكم  أن تبكوا  كل المغرر بهم من الحراكيين الذين يعتقدون أنهم سوف يصفون  حساباتهم مع الماضي عبر هذه الجماعة ....يحق لكم أن تبكوا  تاريخ عدن ورمزية عدن التي انتهكوها ولم يشعروا بقداستها ّ..ولم يشعروا بجمالها .ولا بتاريخها ..  يحق لكم أن تشعروا بكل ذلك بل أكثر من ذلك ..وقد شعرت به معكم  ..
 
وبكيت معكم  لأني اعرف ماذا يعني أن تقتل في عقر دارها ...ماذا يعني أن ينظر إلى سلمية أبناء عدن الذين رغم نضالهم الطويل إلا أنه لم يخرج من حدود ثقافتهم في المسيرات والاعتصامات ...رغم فقرهم..رغم بطالتهم ...رغم كل التهميش الذي مورس على الجنوبين ...رغم كل تزييف الوعي الذي عانوا منه ....رغم كل الصراعات والجراح والآلام ..ولكننا لم نجد من أبناء عدن في أقسى حالاتهم يعبرون فيها عن كبتهم وعن جراحهم . سوى كلمة دحابشة ...وإذا زاد الألم عند بعضهم وخرج عن طوره وجدته يسب الشماليين ويحرض ضدهم فتجد من أبناء عدن نفسه من يرد عليه ويقول له عيب هؤلاء إخواننا ليست مشكلتنا معهم ..مشكلتنا فقط مع الدحابشة الكبار النهابين والسرق والظلمة ...
 
يحق لك يا رياض ياسين  أن تبكي عدن أمام همجية التحالف الحوث صالحي الذي لا يعرف إلا لغة العنف والقوة والسلطوية ...ذلك التحالف الذي ولد من رحم السلطوية و الجهل والفساد والظلم وثقافة العنف ...الذي هو أحد نتائج غياب وتأخير  العدالة في هذا البلد ...غياب دولة المواطنة ...غياب ثقافة الإنسان وتقديس الإنسانية ....فماذا تنتظر يا رياض من ظاهرة مرضية يستغلها كل طرف من أجل مشروعه ومن أجل تحقيق أهدافه ...ماذا ننتظر من جماعة تعيش الخرافة والوهم والاستثمار في الدماء للوصول للأهداف.ماذا ننتظر من جماعة عاشت في ظل دوله لا تعرف أن الحروب تشوه البشرية وتشوه معالم الإنسان .ّ.هذه نتائج حروب صعده ..هذه نتائج تأخير العدالة ...هذه نتائج الطائفية والتحريض في الماضي ...
 
هذه نتائج الحصار الأمريكي لإيران..ونتائج عقلية المشاريع التوسعية ..وغياب مجتمعات العدالة الاجتماعية  ...هذه نتائج العقل السلطوي الاستحواذي  الذي ما يزال في مناهجنا وفي أساليب تربيتنا وفي القيم التي يتفاخر بها أصحاب شمال الشمال...هذه الظاهره التي لم يعد يجدي معها الحوار لأنها لاتؤمن بالحوار ...فالحوار لا يكون مع جماعات مسلحة هكذا تعلمنا تجربة اليمن التي لم يكن هناك تسامح يمني مع جماعة مسلحة كما كان معها ....هذه جماعة لم يعد يجدر  معها غير المقاومة والمقاومة وحدها التي تنتصر للأرض والعرض والكرامة .ووحدة الصف الداخلي وتنتصر للإنسان والحياة ضد كل همجية الموت .الألم كبير ...لا استطيع تخيل مستقبل عدن بعد هذه الهمجية ...وهنا يلتقي نضال تعز المدنى مع مدنية عدن ...
 
بحيث يصبح المطلوب في هذه اللحظة تشبيك الجهود وتلاقح النضال في مواجهة الهمجية التي عبر عنها التحالف الحوثصالحي..وستبقى الحجرية ريف عدن ما بقى التاريخ  ...فإذا كان هناك من معركة تستحق الموت في سبيلها فهي معركة الدفاع عن مدينة عدن .
 
*عضوة لجنة صياغة الدستور ـ عضوة مؤتمر الحوار الوطني .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي