وقف المعاناة تبدأ من الفرق بين قريب و بعيد!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ٣٠ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٥٤ مساءً
يكثر الحديث من الجميع هذه الايام عن ضم اليمن الى مجلس التعاون الخليجي. لكن الواقع يقول ان اليمن غير مؤهله للدخول ضمن مجلس التعاون الخليجي في الوقت الحالي او القريب و تحتاج الي سنوات طويله للتأهيل لذلك, اغلب الظن حتى عام 2025.
 
 فالتصريحات التي يسمعها الجميع هي مجرد تصريحات فقط لتهدئه غضب الشارع اليمني لما يمر به من أزمات و اختناقات بجميع نواحي الحياة و هذه لا تختلف عن العرض الذي قدم الى الاردن و المغرب العربي ابان الربيع العربي, حتى يمتص غضب الشارع او زرع الامل ان القادم افضل. اليمن محتاجة الان تصالح و ترتيب البيت الداخلي حتى نكون واقعين.
 
فدخول اليمن مجلس التعاون في مرحلة بعد الحرب يعني هجرة الشعب اليمني و بالذات التجار و النخب في الشهور الاولى الى الخليج و السعودية و الاستقرار فيها لاسيما و بناء دولة نظام و قانون يحتاج الى سنوات لن يكون لدينا نفس ننتظر لذلك و الاشخاص و الافكار و الاحزاب و القبائل لازالت موجودة و لن تتغير. دخول اليمن مجلس التعاون في مرحلة بعد الحرب يعني ارتفاع البطالة في السعودية و الخليج لاسيما و اليمنيين سوف ينافسون هناك. دخول اليمن مجلس التعاون في مرحلة بعد الحرب يعني فتح الحدود يعني تصدير السلاح و المهاجرين الافريقيين يعني بالمختصر اغراق الخليج. لذلك لن يتم ضم اليمن الى ذلك الا بعد تأهيل اقتصادي وسياسي و اجتماعي طويل و قبل ذلك أمني. يعني الكلام غير منطقي في وقت الحرب و عبارة عن هدف طويل المدى نطمح اليه بعد ترتيب البيت الداخلي بمساعدة اخواننا في الخليج.
 
كنت اتمنى من الجميع طرح اهداف قريبة المدى و واقعية مثل ايقاف الحرب في المدن و اطلاق حوار تصالح على ثوابت وطنية و الحديث عن امور تهم حياتنا بعد اسبوعين او شهرين لاسيما و نحن نتكلم بشكل مكثف و عميق في تصريحات بعيدة المدى, حتى و ان اقرت لن تطبق, فصرنا نتحدث "عن مربط العنزة و العنزة في السوق كما يقال". 
 
اوقفوا الحرب في المدن و القتل و الغارات و رفع الحصار, اذا كنتم تريدون ان تنجحوا في شيء يخفف المعاناة، هو في ايدكم اصلاً. اذا لم تنجحوا في ذلك, وفروا المشتقات النفطية و افتحوا ممرات آمنة لتوصيل الغذاء و لإغاثة الأهالي و حماية المدنيين. اذا لم تنجحوا في ذلك ايضاً, تكلموا مع مصر و الاردن ان تخفف من القيود عن المسافرين اليمنيين في مطاراتها لاسيما و هناك اتفاقيات سابقة. ركزوا على استراتيجيات ضرورية و ملحة و واقعية الآن, بعد ذلك اشغلونا بالأهداف البعيدة, و رحم الله قوما عرفوا قدرهم. اذا لم تنجحوا في واحدة من ذلك ايضاً, فاهلاً و سهلاً بكم في الفيس بوك معنا, تحقيقون احلامكم و نجاحاتكم فيه بعيد عن الواقع !!!!!
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي