مسيرة المقامرات.. الطريق إلى مقابر اكثر ازدهارا

سامي نعمان
الاثنين ، ٢٠ ابريل ٢٠١٥ الساعة ١١:٠٣ صباحاً
هل كنتم تتوقعون من عبدالملك الحوثي ان يظهر كرجل مسؤول يتبنى خطابا سلام وتعايش ودولة ومحبة.. أنتم مخطئون إذن من وجهة نظري.. أما من وجهة نظره وجماعته فأنتم مذنبون بتفكيركم ذاك، وربما خونة وعملاء..
 
الرجل وجماعته لا يمكن له ان يعيش دون افتعال واختلاق حروب، وصناعتها والكذب والمغالطة حول اسبابها، هم لا يفهمون شيئا في السياسة وإدارة الدول، ولكن ان تنظروا مسيرتهم وتفتشوا عن اي معركة كسبوها في السياسة.
 
ولكم ان تتساءلوا أيهما كان اهون ان تصم شعبا بأنهم دواعش وقاعدة، أم تزعم ان حربك ضد رئيس متمرد، أو لمحاربة جماعة انفصالية.. هذا تساؤل جدلي لمقارنة عقلية السياسة بعقلية الحرب، ومفهوم الخصومة الطائفية.
 
في السلم أو الحرب، لا يُعوّل على عبدالملك الحوثي أن يكون غير أمير حرب مراهق، وتاجر دين هزيل، بضاعته الموت واثارة الانقسامات الاجتماعية، وأدواته الحروب، او استدعاء جماعات أو دول أخرى لتقتلهم، هو يجد نفسه وجماعته كذلك.
 
لا يؤمن قطعا بالتنوع إلا ما كان منضويا تحت "سماطته"، يجهد في كل معاركه الحالية والسابقة لتكريس ذاته كمرجعية دينية وسياسية جامعة ومقدسة ومصونة فوق الدولة والأحزاب والمجتمع.. لا يرى من الشعب إلا أولئك الذين يهتفون بصرخته المشؤومة، صرخة الموت واللعنة، ليس الصرخة لذاتها بل لذاته هو، وهؤلاء كما غيرهم لا يبالي بأي أرض هلكوا، يقتلهم ويرمل نساءهم وييتم أطفالهم في معارك كاذبة خاطئة من أنزل الله بها من سلطان سوى تسوية مغامراته وتنفيذ مقاولات، أما من لا يؤمنون بذاته، فلا يرى انهم شعبا، ونهايتهم وشيكة، مؤجلة أو مجدولة إلى حين..
لا يكترث لشيء اسمه مدنيين، لا يهمه ان يقصف عشرة احياء ويقتل المئات من الناس لمجرد ان عشرة من اتباعه تمركزوا هناك، يريد ان يحشر المحايدين او المدنيين عنوة في معاركة بفعل تهور الخصم..
 
لكم أن تسألوا أبناء صعدة، حين كان علي عبدالله صالح يوقف حروب صعدة، لم تكن فترة المتقطعة في صعدة سوى فترة يتفرغ فيها عبدالملك الحوثي ورجاله للتنكيل بمن يصنفونهم خصوما أو خونة أو حتى المحايدين، باعتبار من لم يكن معنا فهو ضدنا.. ذلك هو نشاطه في فترات السلم المتقطعة، الأمر ليس متعلقا بعدوان خارجي، بل مرتبط، فعلا بتخوين كل من ليس في صف الجماعة.
 
يهدي اليمنيين نصائح الصبر على موت وقتل أطفالهم، ولا يملك لهم أي مشروع للحياة، أو برنامج لإدارة الدولة.. الموضوع بالنسبة له، مشروع مقامرة حياة أو موت، ولا يعنيه ما دون رأيه شيئا.. 
 
لا يكترث لمعاناة اليمنيين ولا دموع الثكالي ولا جثث الأطفال والنساء الذين يقتلهم في غير مدينة يمنية او أولئك الذين يقتلون في العدوان الخارجي الذي استدعاه، ولا هواجسهم من خطر داهم بالمجاعة والوضع الانساني، بغير ما يقدر على استثماره وتسويقه لصالح مشروعه التدميري الكارثي.
أسباب قتل اليمنيين كثيرة ووفيرة في هذه المرحلة، وهذا لوحده سبب كاف للحوثي لاستمراء المقامرة ومواصلتها حتى النهاية، عوضا ان يكون كل هؤلاء القتلى ذحايا آلته الحربية وحدها.
 
وإذا ما استمر مقامر كهذا ومشروع كذلك الذي يحمله فلن يكون لليمنيين مستقبل سوى في المقابر المزدهرة شكلا ومضمونا منذ بداية عهد ديولة عبدالملك الحوثي في مديريات ساقين وضحيان ورازح، وصولا إلى صعدة وصنعاء واليمن.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي