متواطئون على الاتفاق !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ١٩ ابريل ٢٠١٥ الساعة ٠٩:٥٢ صباحاً
هناك سوف تكون هدنة 24 ساعة في منطقة "الجدعان" بدءاً من مساء هذا السبت، يتم السماح فيها للفريق الهندسي بإصلاح خطوط نقل الكهرباء، و السماح للإمدادات النفطية من المشتقات الوصول إلى العاصمة صنعاء . و مثلها سوف تكون في عدن في الايام القادمة حسب ما وصلني الخبر. يعني بعد 24 ساعة سوف ترجع الاطراف للقتال الى ان نلقى استثناء اخر. عندنا في اليمن صار السلام هو الاستثناء رغم ان البشر متفقون، أو متواطئون على الاتفاق ان الحرب هي استثناء و حل لعين و نار اذا اشتعلت بغطاء ديني لن تقف لاسيما و الهزيمة عند اي طرف سوف تفسر على انها امتحان من الله و استراحة للتجديد الطاعة و بذلك لن ينتهي الصراع.
 
الحروب العسكرية اليوم تغيرت و صارت الشعوب الناضجة ترفضها و لا تقوى على تحملها و لا يستطيع اي مجتمع اصلاح نسيجه بعد ان يتمزق. الحروب العسكرية تؤدي الى مزيد من الحروب, و الكراهية, و الارتهان للخارج, و اعادة الاعتبار لاسيما عندما يقع اغلب الشعب بموجبها في الفقر و الفوضى و البطالة و غياب الاخلاق لفترة ليست قليلة. الحروب العسكرية تحول النساء و الشيوخ و الاطفال الى مشردين, خائفين, مضطهدين في سبيل البحث عن امان. حروب اليوم العسكرية تحول العمال في و ظائفهم الى بطالة في الشوارع لن يجدون بعدها الا البندقية يحملونها. حروب اليوم العسكرية تزرع الفشل في المدارس بعد ان تحول الاطفال الى تربة خصبة للنزعات الطائفية. حروب اليوم العسكرية تحول المواطن البسيط الذي كان جارك الى قاتل او مقتول او مقهور على من فقد, حروب اليوم العسكرية يرهن فيها كل طرف مايقدر من حاضر الوطن و مستقبله و القائمة لاتكاد تنتهي.
 
فالشعوب لا تبنى بالحروب و إنما تبنى و تنمو بالأعمال الحقيقية التي تلامس حاجاتها و تتفهم معاناتها. الشعوب لا تبنى بالحروب و الطائفية و انما بنقيض الحروب و التسامح و الشراكة. الحروب التي تبني مجتمعات اليوم ليست عسكرية, اذا اردنا ان نخوضها, و انما هي حروب تنموية تنتصر عندما تحفظ حياة و نسيج المجتمع و كرامته. الانتصار فيها ليس التفنن منا في شيطنة الاخر و تدميره و انما كيف تتخلص اولا من الشيطان في داخلنا, الذي يستغل اي فرصة لاطلاق صيحات الحرب و الانتقام بغطاء السيادة, او الوطنية, او الكرامة او الدين. الانتصار هو التضحية بالمشاريع الضيقة و اتخاذ قرارات شجاعة و مصيرية لأجل المواطن و الوطن !!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي