أمريكا في اليمن تبيع الكذب بالتقسيط والموت بالجملة

كتب
الجمعة ، ١١ مايو ٢٠١٢ الساعة ١٠:١٩ مساءً
أحمد الزرقة 1 تتراجع تصريحات سفير واشنطن في صنعاء، لتطفو على السطح أكاذيب البنتاجون والكونجرس المتعلقة باليمن، والحرب على الإرهاب وتنظيم القاعدة، وقدرة التنظيم الموجود في جبال أبين على تهديد أمن الولايات المتحدة الأمريكية وشعبها، عبر تطويره تقنية قنابل ذكية غير قابلة للكشف من قبل الأجهزة التقنية الحديثة الموجودة في المطارات. 2 الروايات الأمريكية بخصوص القنبلة المزعومة التي كشفت عنها الأجهزة الأمنية الأمريكية، وتعاملت معها على أساس أنها معلومات خطيرة ومؤكدة تستهدف الأمن الأمريكي، كانت في مجملها، ومنذ الوهلة الأولى متضاربة وغير دقيقة، وتتحدث عن قدرات وإمكانات تقنية هائلة لدى تنظيم القاعدة، تتفوق على قدرات مراكز البحث العلمي والعسكري وشركات السلاح وميزانية وزارة الدفاع الأمريكية التي تتجاوز 700 مليار دولار سنوياً، بحيث استطاعت بإمكانياتها المحدودة بشرياً ومادياً في التغلب على التكنولوجيا العلمية والعسكرية الأمريكية. القصة الأمريكية مليئة بالثغرات والأكاذيب، ومنها الحديث عن العميل الخاص الذي تمكن من خديعة القاعدة وسرقة قنبلتها المزعومة، وتسليمها للأجهزة الاستخباراتية، وعدم تحديد الزمان والمكان، والحديث عن الاختراق السعودي للقاعدة، وجهودها للحفاظ على الأمن القومي الأمريكي. 3 القدرة الخارقة للاستخبارات السعودية وقصص اختراقها للقاعدة واكتشافها للقنبلة المزعومة تعيد للأذهان قصة الطرود المفخخة التي كانت تستهدف طائرات أمريكية، واكتشفتها الاستخبارات السعودية قبل أكثر من شهرين من قيام القاعدة بإرسالها، بل وتحديد رقم الطرود وتلفون مرسلها، التوافق السعودي الأمريكي والنشاط الاستخباري لهما في الأراضي اليمنية، بحسب الحادثتين يكشف أنهما ينشطان بعيداً عن الأجهزة الأمنية اليمنية فيما يخص تنظيم القاعدة، ففي الوقت الذي أكد فيه المسؤولون الأمريكيون وجود قنبلة وتهديد إرهابي مزعوم ضد بلادهم، نفت الرئاسة اليمنية علمها بالحادثة وملابساتها. 4 لا أستبعد أن يكون قرار الكونجرس الأمريكي بمنح الرئيس أوباما تفويضاً مفتوحاً بتوسيع رقعة الحرب على تنظيم القاعدة في اليمن، وزيارة رئيس مكتب الاستخبارات الأمريكية لصنعاء قبل أكثر من أسبوعين علاقة بهذه الحادثة، التي تم تسويقها إعلامياً لتبرير الضربات الجوية الأمريكية في الأراضي اليمنية، وللحصول على دعم محلي أمريكي لخطة أوباما - الطامح للفوز بفترة رئاسة ثانية عبر بوابة القاعدة - بتوسيع دائرة الحرب المزعومة في اليمن ضد تنظيم القاعدة، دون قيد أو شرط، ودون إمكانية خضوع المسؤولين الأمريكيين للمساءلة والمحاسبة القانونية أو الملاحقة الجنائية، نتيجة الأخطاء التي قد ترتكب خلالها، والتي من بينها على سبيل المثال مقتل المدنيين، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً. 5 إدارة أوباما تبحث عن منطقة وزيرستان جديدة في اليمن تخوض فيها حربها السياسية للفوز بالجولة الرئاسية القادمة، وليس مهماً حجم الضرر الذي يصيب اليمن واليمنيين، ومن أجل ذلك ستكثف الولايات المتحدة الأمريكية من مجهودها الحربي والعسكري في اليمن، ولن تكتفي بالضربات الجوية، والدعم الاستخباراتي وإرسال فريق من الخبراء الأمنيين والعسكريين، بل سيصل الأمر لاحقاً للقيام بالتدخل العسكري في مناطق محددة مسبقاً، وخوض مواجهات مباشرة مع عناصر القاعدة، أو هذا هو ما تحاول قوله التقارير الاستخباراتية الغربية والأمريكية تسويقه، تحت نفس قائمة المبررات التي تم تسويقها في العراق وأفغانستان، وسيتم التضخيم من خطر القاعدة في اليمن، ومن شأن القنابل الذكية التي يقوم بتصنيعها السعودي “إبراهيم حسن العسيري”، وسيتم اعتباره الخطر الأكبر الذي يواجه الأمن القومي الأمريكي والعالمي، مع العلم أن الاستخبارات الأمريكية والسعودية نشرت أكثر من مرة أخباراً كاذبة عن مقتل العسيري الذي يتهم بأنه من قام بإعداد القنبلة التي استهدفت مساعد وزير الداخلية السعودية محمد بن نايف، والقنبلة التي حملها النيجري عمر الفاروق قبل حوالي عامين ونصف، تسعى الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية التي يرأسها الجنرال ديفيد باتريوس لدفع القاعدة لممارسة المزيد من العنف ضد المجتمع المحلي وقوات الجيش، والبدء في مرحلة إنشاء دولة التوحش الخاصة بالقاعدة، من أجل البدء تنفيذ ما يعتقده أنه استراتيجية ناجحة للقضاء على تنظيم القاعدة، وذلك عبر تحويلها من تنظيم هلامي غير مرئي، إلى كيان واضح له أذرع وأطراف ووجود محسوس، وبالتالي يصبح من السهل استهدافه ومواجهته وإسقاطه في معركة اليمن. [email protected]
الحجر الصحفي في زمن الحوثي