خفايا .. تأسيس قناة العربية ؟

عبدالمؤمن شرف
الاربعاء ، ٠٤ مارس ٢٠١٥ الساعة ١١:٠٦ مساءً
 في نهاية عام ٢٠٠٢ م اجتمع وزراء الإعلام مع وزراء الداخلية العرب ، التابعين لهذه الدول :
 
( مصر ، والسعودية ، والبحرين ، والإمارات ، والكويت )  الاجتماع كان برئاسة "نائف بن عبد العزيز" وزير الداخلية السعودي ،  وبحضور "حبيب العادلي " وزير داخلية مصر ، واتفقوا على إنشاء قناة إخبارية عربية تهتم بالشأن العربي والإسلامي ، وجاء حسب بيانهم أنَّ هذه القناة ، ستكون الأولى من نوعها في العالم ، من حيث الإمكانيات ، ومن حيث الموضوعية والمهنية ، والجودة .
 
 تفاجأنا بعد طول انتظار ، بأن هذه القناة الوليدة هي ( قناة العربية ) والتي انشئت في عام٢٠٠٣م .
 بعد أشهر من تأسيسها ، ظهرت كتابات ، تفيد بأن هذه القناة ، عبارة عن شركة إعلامية ، أسهمها موزعة بين دول ، ورجال أعمال غارقين بالفساد ، وتوزعت أسهمها كالتالي :
 
٢٥٪ لصالح المملكة العربية السعودية .
٢٥ ٪ لصالح رجال أعمال سعوديين ليبراليين آخرين .
٣٠ ٪ لصالح التاجر المصري "طارق نور " 
١٠٪ لصالح الإمارات العربية .
١٠٪ لصالح تجار خليجيين ، بحرينيين وكويتيين .
 
* وأيد هذا التقرير ، تقرير آخر ، يفيد بأن القناة تأسست من قبل مركز تلفزيون الشرق الأوسط (MBC) مجموعة الحريري ، ومستثمرين من عدة دول عربية أخرى ، لكن تسريبات ويكيليكس كشفت أن محطة العربية ، ومجموعة "الام.بي.سي" عائدة لنسيب الملك فهد "وليد الابراهيم" وأن ٥٠٪ من أرباح القناة ، هي من نصيب الأمير "عبد العزيز بن فهد" ابن الملك السعودي الراحل ، وأن الأمير ممن يقفون خلف التوجه السياسي والفكري للقناة.
 
 وسنقف هنا عند "التاجر المصري " طارق نور .. الذي يعدّ العقل المدبر للقناة ، وبالإضافة إلى نصيبه الذي يمثل٣٠٪ من قناة العربية ، فهو أيضاً يمتلك عدة قنوات ، وصحف مصرية ، وهو صاحب شركة أمريكانا المشهورة ، جاء في التقرير ، أن زوجته تعتبر ابنة عم "سوزان مبارك " أما أخته فمتزوجة على وزير الدفاع " عبد الفتاح السيسي " .
وهذا "طارق نور" يعتبر من أكبر داعمي الانقلاب في مصر ، وسياسة قناة العربية من سياسته ، وهذا يفيدنا فيما بعد في تحديد ، دور القناة في دعم الانقلاب في مصر .
 
 من باب الإنصاف .. نجحت قناة العربية في البداية ، بجذب جزء كبير من الجمهور ، وكسبت تاييدَ شريحةٍ واسعة ، من العالم العربي .
 
 لكن بعد سنة فقط من تأسيسها .. بدأ الجمهور يكتشف بأن هذه القناة ، لم تُؤَسَّس إلا لمواجهة قناة الجزيرة ، ظهرَ ذلك جليا ، من خلال تمجيدها لسياسة آل سعود ، وسياسة حسني مبارك ، وتتخذ خطاً مُعَاكِسَا لتوجُّهات الشارع العربي ، خاصة أيام الحرب على حماس ، وأخيرا ضد بعض ثورات الربيع العربي ، وأهمها ثورة مصر وليبيا ، وتونس  .
 
 يبدو أن شياطين هذه القناة ، بدأوا يشعرون بعد الثورات العربية بالقلق ، بسبب تألق ونجاح الجزيرة ، وازدياد جمهورها، لأنها وقفت في الخط المؤيد للثورات التحررية ، للشعوب العربية .. وزاد سُعار الدول التي أسست قناة العربية ، وكادت تُصاب بالهلوسة ، عندما أُجري استبيان في مصر ، بعد شهرين من الانقلاب ، وحصلت الجزيرة "مباشر مصر" على المرتبة الثانية ، على مستوى مصر بالكامل ، بينما تأخرت العربية مسافات ، على الرغم من أن الجزيرة مباشر مصر ، ما زالت وليدة ، وبإمكانيات بسيطة ، وتعمل من خارج مصر ، بعد أن أُغْلِقَ مكتبها ، واُعتقل مراسلوها ، وصودرت أجهزتها .. وهذا ما جعل شياطين العربية ، يضيقون ذرعاً بالجزيرة مباشر مصر ، ويضغطون من أجل إغلاقها .. فأغلقت بالفعل ، ولكن ظهرت عشرات القنوات التي تشبه الجزيرة مباشر مصر .
 
 واليوم .. نجد القناة ما تزال تنافح بقوة ، مع السّفاح السيسي ، وتبرر له قصف الأطفال في ليبيا ، وتحرّضه على مزيد من القمع في مصر ، وقد يستغرب المشاهد ، لماذا لم تخفف قناة العربية ، من تحريضها ، على الرغم من التغيّر الطفيف في سياسة المملكة السعودية ؟!. 
 والجواب هو :
لا ننسى بأن "طارق نور" صهر السيسي ، هو صاحب الكلمة الفَصْل .. ويدعمه الجناح الليبرالي الخليجي ، المساهم في القناة ويؤيد هذه السياسة الإعلامية المنحازة للثورات المضادة في العالم العربي .
 
 وما دامت قناة العربية ، تديرها هذه المجموعة ، فلا تستغربوا إذا سمعتوها تحرِّض على الثورات والشعوب العربية .. وتصف حماس بأنها حركة إرهابية .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي