لا نريد ليبيا أخرى برأسين!!

سالم المجيدي
الاربعاء ، ٠٤ مارس ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٠٢ مساءً
 
يبدو أن اللاعبين الإقليميين والدوليين قد توصلوا إلى قناعة بأننا نحن معشر اليمنيين مهووسين بالأفلام البوليسية وأفلام الأكشن، حيث تركتنا هذه الدول ننشغل بقضايا هامشية بعيداً عن قضيتنا الأساسية حيث التركيز منصب حول كيفية كسر الرئيس عبدربه منصور هادي لحصاره والتخلص من الإقامة الجبرية ووصوله إلى عدن ومن هي القوة الخارقة التي قامت بمساعدته ولماذا كان التوقيت هو يوم 21 فبراير يوم ذكرى انتخابه؟ 
 
لقد تركنا السؤال الأهم والأبرز وهو: هل عودة عبدربه منصور هادي إلى المشهد السياسي بعد تقديم استقالته ستمثل جزءاً رئيسياً من الحل أم ستزيد الأمور تعقيداً؟ هل ستتغير استراتيجية ونمط تفكيره أم أن إقامته الجبرية لم تجعله يتعظ ويعتبر ويستفيد من أخطائه السابقة.. من الناحية الدستورية والشرعية الرجل لا يزال رئيساً شرعياً شئنا أم أبينا السبب بسيط أن الرجل من حقه العدول عن استقالته طالما أن البرلمان لم يبت في استقالته أصلاً لأن هذا الأخير لم يجمع أعضاءه بسبب أنصار الله الذين منعوا أعضاء البرلمان من الاجتماع لاعتقاد أنصار الله أن ذلك سيخدمهم بحجة أن البرلمان منتهية شرعيته بينما الحقيقة أنه لا يزال شرعياً حتى لو لم تقم انتخابات برلمانية لعشرين سنة قادمة ما دام البلد يمر بظروف استثنائية تمنعه من إقامة هذه الانتخابات والبرلمان اللبناني شاهد ونموذج حي على ذلك.
 
لقد أثبت أنصار الله للجميع بأنهم فعلاً لا يفقهون شيئاً في السياسة حيث فوتوا على أنفسهم تحقيق بعض النقاط على خصومهم إذ كان يفترض بهم جعل البرلمان يجتمع ويبت في استقالة هادي ولربما كان قد قبلها فعلاً ومن هنا كانت شرعية هادي قد سقطت فعلاً ليأتي بعد هذه الخطوة الإعلان الدستوري وحل البرلمان وبذلك يكونون قد قاموا بضرب عصفورين بحجر واحد.
 
أنا هنا أتحدث بمنطق السيطرة الميدانية التي يمتلكها أنصار الله وبمنطق غرور القوة ونمط التفكير الذي يسيرون عليه.. أما الآن وعندما خرجت الأمور عن سيطرتهم بعد أن منحوا هم الشرعية لهادي دون وعي منهم ودون سابق خبرة في السياسة فعليهم التوقف عن المزيد من التصعيد السياسي ونعت هادي بأنه رئيس قد فقد شرعيته وأن كل من يتعامل معه سوف يتعرض للمساءلة القانونية فلا أدري أي قانون هذا إلا إذا كانوا سيفصلون قانوناً خاصاً بهم فذلك أمر آخر.. مع العلم أنني لا أدافع عن عبدربه منصور هادي فأنا ربما المواطن الوحيد الذي لم ينتخبه على الإطلاق في الوقت الذي حشدت له كل الأحزاب ومنهم أنصار الله لانتخابه كمرشح وحيد حينها كنت قد كتبت مقالاً في صحيفة الجمهورية مبرراً سبب عدم انتخابي له.
 
اليوم تجلت هذه الأسباب واضحة للعيان ومن حقي أن أرقص طرباً لأني كنت محقاً في عدم انتخاب هادي في حينه .
 
شرعية هادي اليوم حقيقة لا جدال فيها يؤكدها المجتمع الدولي نفسه فلا داعي لإضاعة الوقت والتعنت والمكابرة من قبل أنصار الله ومحاولة اتهام البعض بعدم الشرعية فيما يقومون بمنح أنفسهم صكوك الشرعية والوطنية بينما هم لا يمتون للشرعية بصلة وكل يوم تتآكل شعبيتهم ما لم يتداركوا أنفسهم فيتواضعوا قليلاً ويتنازلوا عن مصالحهم الشخصية من أجل استئناف الحوار والوصول إلى توافق حقيقي مع كافة المكونات السياسية فنحن لسنا بحاجة إلى ليبيا أخرى برأسين لا نريد إصدار قرارات انفعالية توصل إلى نتائج كارثية فنسمع عن تشكيل حكومة في عدن وأخرى في صنعاء ثم برلمان منقسم نصفه في صنعاء والنصف الآخر في عدن لنبدأ في صراع جديد من حيث انتهى الآخرون ليتذكر الجميع بأن السلطة زائلة والثروة زائلة لكن الوطن وحده باق ولن يزول.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي