ارحلي يا موانئ دُبَيْ

كتب
الخميس ، ١٠ مايو ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٧ مساءً
  محمد الشلفي فرار متواصل لموانئ دبي الشركة العالمية التي تدير أكثر موانئ العالم الأولى بنجاح ماعدا ميناء عدن الذي تشغله منذ 2008 بحسب اتفاقية بينها والحكومة. يقول خبر نشرته صحف ومواقع: إن مدير عام شركة موانئ دبي المشغلة لميناء عدن غادر اليمن، مع استمرار إضراب عمال الميناء منذ ما يزيد عن أسبوعين وتوقف العمل هناك. وقالت إحدى الصحف التي تصدر من عدن: إن إضراب العمال دفع «آرثر فلين» إلى المغادرة. لا جديد في فرار آرثر، فشركة موانئ دبي العالمية تخلت عن الميناء عقب توقيع الاتفاقية “المشؤومة” ليتحول ثالث أهم ميناء في العالم إلى مكان تعشعش فيه الطيور. شبع أهل دُبي طيلة السنوات الماضية وبنوا العقارات وزادت تجارتهم وأصبحوا قبلة للاستثمار وللعالم أجمع ثم في ذروة مجدهم رمونا بدائهم وانسلوا. سلم الميناء لشركة دبي في غمرة غرق النظام السابق ووزراؤه بالسلطة وبهرجها تسرب سلم لمن يفترض بهم منافسون... معتمدين على كونهم أشقاء وإخوة... ولم يستمع أحد لصوت الشعب الرافض من مجلس النواب والاقتصاديين وغيرهم للاتفاقية، ورغم أنف الجميع ذهب الميناء للشركة فيما يشبه صفقة بيع لا إيجار دمرته. ليس بعد الثورة سنهان في دارنا، فحين يتم تسليم رمز وطني يعيش في وجداننا كميناء عدن يعني إهانة كل يمني، نعم نحن أشقاء يا دُبي، لكن تعطيل ميناء هو رئة يتنفس بها شعب وأحد مصادر دخله ومعاشه لا يرضي أحداً. حسناً فعل وزير النقل الدكتور واعد باذيب الذي تعهد باستعادة مكانة الميناء وأخذ على عاتقه الانتصار لنا، ففي بداية توليه أبدى - كما قال - حسن النية بأن وجه - بحسب حوار له - رسالة إلى شركة موانئ دبي لتوضيح الأمور المتعلقة بحالة الإهمال الكبيرة التي يعانيها الميناء وتنصلها من تطويره بحسب الاتفاقية الموقعة لدى الطرفين اليمني والإماراتي، وقد وصلت رسالة منهم فحواها أنهم لا يستطيعون التمويل من أجل تنفيذ توسعة رصيف الحاويات كما هو في الاتفاقية. وانظروا إلى هذه المزحة في رد دبي أكبر شركة تدير موانئ العالم لا تملك 200 مليون، بينما مؤسسة موانئ خليج عدن الشريكة في إدارة الميناء قادرة على توفيرها. ووفقاً لوزير النقل أيضاً: “يمكن لأي مواطن يمني الاطلاع على الموقع الإلكتروني لشركة موانئ دبي سيجد أن ميناء عدن ليس موجوداً في خطط التنمية حتى عام 2014، كما أن الشركة الإماراتية - موانئ دبي - ستوقع في 21 مارس اتفاقية لتطوير ميناء جيبوتي ليستقبل 3 ملايين حاوية سنوياً”. وأضاف وزير النقل: “باستطاعة المتابع أن يرى الإهمال الكبير الذي تعرض له ميناء عدن؛ بسبب الشركة الإماراتية التي لم تكلف نفسها حتى تغيير اللوحة التعريفية للشركة السابقة (obm) الشريكة مع الجانب اليمني، والتي رفعت سقف الحاويات من 300 ألف حاوية إلى 800 ألف حاوية، فيما نقص عدد الحاويات إلى ما يقارب 170 ألف حاوية”. بعد حسن النوايا ومراعاة العلاقة الأخوية ورد الشركة، لا أعتقد أن صاحب عقل سيقبل بأن تبقى موانئ دبي كمشغلة فهي بحسب الصحفي محمد الحكيمي لا تفعل سوى أنها “تتسلى بمينائنا الوطني”.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي