الفكرة من "هادي" في عدن

عبدالله دوبله
الاثنين ، ٢٣ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٣٠ مساءً
الفكرة من إخراج هادي إلى عدن هي ليست التحضير لحروب الاسترداد وتطهير العاصمة والمحافظات من احتلال مليشيا الحوثي، كما يذهب إلى ذلك البعض. أصلا الرجل لا ينفع للحرب لا دفاعا ولا هجوما، والذي مانفع في صنعاء، لن ينفع من عدن..
 
الفكرة من هادي في عدن هي قطع الطريق على جماعة الحوثي من أن تستكمل انقلابها باتفاق مع القوى السياسية بمجلس رئاسي سيكون مشكلا وفق إملائاتها وبحكم سيطرتها على الأرض، أو بفرضه كأمر واقع بالترتيب مع بعض الجهات السياسية التي كان لديها استعداد لذلك.
 
أما وقد أصبح الرئيس الشرعي محررا الآن، فقد أصبح من الصعب على القوى السياسية الانخراط في تشكيل مجلس رئاسي مع الحوثي، كما أن الدول التي كان يمكن أن تعترف به كروسيا والصين، هي لن تفعل ذلك الآن حرجا من الرئيس الشرعي ومن قراراتها السابقة في مجلس الأمن التي كانت تؤكد على دعمه و على دعم العملية الانتقالية التي كان يقودها.
 
الفكرة من هادي في عدن هي الضغط لانجاز اتفاق في إطار العملية السياسية الانتقالية ووفق شروطها وليس بالإنقلاب عليها بالمجمل. من وجهة نظري أن إتفاقا من هذا النوع هو أصبح ممكنا الآن بخروج هادي من الأسر.
 
الرجل الذي لم يحارب للدفاع عن صنعاء، هو لن يحارب لاستعادتها، ولا أظن أنه حتى سيحارب للدفاع عن عدن. وسيذكره التاريخ على أنه الرئيس الذي سلم البلاد للمليشيا، أو أنه الرجل الذي حاول تجنيبها الحرب وفشل.
 
كلا الأمرين صحيح، إلا أن الرجل الضعيف لم يعد يملك خيارا الآن، المليشيا هي من تملك ذلك. إما أن تلحق به إلى عدن وتنهي ما بدأته معه، وتكتب تاريخه وتاريخها وتاريخنا جميعا بطريقتها، وإما أن تتراجع وتمنح الجميع فرصة أخرى بما فيهم هي..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي