توافقوا أو ارحلوا جميعاً!!

سالم المجيدي
الاربعاء ، ١٨ فبراير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٠٦ مساءً
لا أدري ماذا ينتظر ساساتنا المبجلون حتى هذه اللحظة كي يتوافقوا ويتنازلوا لبعضهم كرجال حقيقيين بعيداً عن العناد والأنانية.. الوطن ياسادة في مهب الريح وكل دقيقة تمر ننتقل معها إلى وضع كارثي أسوأ من الذي سبقه ،ومع ذلك فلا يزال ساساتنا وزعماء أحزابنا فاقدي الإحساس بالمسئولية الملقاة على عاتقهم وبعدم الشعور بخطورة الوضع الذي هم من أوصلوا البلد إليه.
 
العالم كله بدأ يكتب المرثيات عنا، ومنهم من أغلق سفارته ،وأخذ أمتعته ورحل ،بينما قادة أحزابنا وسياسيونا يكابرون ثم يتحاورون ثم يقاطعون ثم يستأنفون حوار الطرشان ليس حرصاً على هذا البلد المبتلى بهم ،ولكن حرصاً على مصالحهم الضيقة وكأن هذا الوطن مجرد «تبة» وهم مجموعة سماسرة ودلالين وتجار مقاولات كل واحد منهم يفاوض بمكر ودون ثقة بالآخر الذي يجلس إلى جواره وعلى طاولة واحدة لانتزاع حصته التي يعتقد أنها من حقه.
 
هكذا دون حياء أو خجل وأمام مرأى ومسمع من الغالبية العظمى من هذا الشعب صاحب الحق الشرعي ،والذي ضاق بهم ذرعاً ولم يعد يعتبرهم جديرين بتحمل الأمانة والمسئولية..لقد ابتلي هذا الشعب بقادة أحزاب وشخصيات سياسية ـ سلطة ومعارضة ـ هي هي نفس الوجوه منتهية الصلاحية يعاد إنتاجها بطرق وصور مختلفة رغم أنها باتت هي أساس المشاكل المتفاقمة لهذا البلد ولم تعد جزءاً رئيسياً لأي حل من الحلول، والدليل هذا المشهد المخزي والمحزن الذي وصلنا إليه اليوم.
 
فيا من تتفاوضون في «موفمبيك» إما أن تتوافقوا سريعاً وإما أن ترحلوا جميعاً غير مأسوف عليكم قبل إيصال هذا الوطن الذي لانستحقه إلى كتلة من اللهب، فلا تجدون مكاناً بعد ذلك يقبل بكم لتتفاوضوا فيه، فتنطبق عليكم المقولة الشهيرة «ستبكون يوماً كالنساء على وطن لم تحافظوا عليه كالرجال».
الحجر الصحفي في زمن الحوثي