اليمن .. نهاية عادلة تم

كتب
الأحد ، ٢٩ يناير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:١٥ مساءً
6666666 بقلم / حسين علي الحمداني برحيل علي عبد الله صالح عن اليمن بدأ مسار جديد لنهاية ثورة عربية نشهده في اليمن عبر تأمين خروج صالح من الحكم مع توفير الحصانة الكافية لعدم ملاحقته عما ارتكبه في فترة حكمه الطويلة لهذا البلد التي امتدت إلى 33 سنة.سيناريو خروج علي عبد الله صالح يختلف كثيراً عن ما آلت إليه نتائج الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا ، قد يكون هذا سيناريو مقبولاً جداً يحفظ على الأقل مؤسسات الدولة في اليمن من الانهيار بانهيار النظام نفسه خاصة وإن شكل الدولة في اليمن شمولي الطابع يرتبط بشكل مباشر بالرئيس والدائرة الضيقة المحيطة به من جهة ومن جهة ثانية فإن ثمة انتقالاً ديمقراطياً للسلطة سيتم في أسابيع قليلة برعاية إقليمية عبر دول الخليج العربية الحريصة على اليمن بحكم موقعها الجغرافي المؤثر جداً في منطقة الخليج مع وجود قوى سياسية وحتى عسكرية قادرة على أن تلعب دوراً مهما في هذا البلد في المستقبل المنظور ما يشكل وجود تعددية سياسية حقيقية ، والرعاية الثانية هي رعاية دولية عبر أميركا التي ظلت تراهن على نظام صالح في مواجهته لتنظيم القاعدة النشط جداً في اليمن ووصلت المراهنة الأميركية حد الدعم العسكري لهذا النظام .لهذا نجد بأن الدكتاتور علي عبد الله صالح وهو يغادر اليمن إلى أميركا عبر سلطنة عُمان طلب من شعبه العفو والمسامحة عن الماضي ، هذا الماضي الذي أراد أبناء اليمن أن يكون دليل إدانة ضد الرئيس ، لكن إرادات خارجية حالت دون ذلك ، وبالتالي فإن الثورة في اليمن نجحت في نهاية المطاف في إقصاء صالح وحزبه وحلقته الضيقة جداً ، وتنتظر الثورة المستقبل الذي سيأتي بأحلام الشباب اليمني المتطلع ليمن جديد من غير علي عبد الله صالح.ما نراه اليوم هو مشهد جديد من مشاهد خروج الحكام العرب من كراسيهم ، مشهد ربما استحضر فيه الدكتاتور اليمني نهايات من سبقه من الحكام سواء بن علي في تونس أو مبارك المسجى في المحكمة ، أو القذافي ونهايته الدموية التي أرعبت الكثير من الحكام العرب الذين لا زالوا في السلطة كما أرعبتهم من قبل مناظر محاكمة وإعدام الطاغية المقبور صدام من قبل الشعب العراقي. نهاية الطاغية اليمني هي بكل تأكيد أسعدت ثوار اليمن الذين وجدوا في هذا الخروج اعترافاً من صالح والمجتمع الدولي بثورتهم ، وأيضا يعد إنجازا في المعايير الموجودة حالياً لعلي صالح لأنه وجد من يستقبله ويوفر له الحماية القانونية من الملاحقات القضائية ، ووجد اميركا بكل ما فيها من قوة تستقبله للعلاج تمهيداً للبقاء فيها وهذا يدلل على إن أميركا تُكرم علي عبد الله صالح نظير ما قدمه لها من خدمات أهمها بالتأكيد موقفه من القاعدة ومحاربته لها .نهاية مهما تكن فهي نهاية عادلة جداً وإن كان سيناريو توفير الحماية قد أغضب الكثيرين من أبناء الشعب اليمني إلا أنه في الوقت نفسه خلص اليمن والمنطقة من نظام دكتاتوري حاول جاهداً السيطرة على البلد وتوريث الحكم للابن الذي ظل يشغل منصب قائد الحرس الجمهوري في بلد ظلت لعقود طويلة تتقاذفه أقدام العسكر وسيوف القبيلة. الفيحاء
الحجر الصحفي في زمن الحوثي