جماعة تحفر عميقا في جلود اليمنيين وأرواحهم ... وفي "ذاتيتهم الوطنية"!

سامي غالب
الثلاثاء ، ١٧ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٥٨ مساءً
الحوثيون على خطى القذافي :
 
بنعمر يواصل تنفيذ خطة إغراق اليمن في الفوضى
 
الفندم عبدالرزاق المؤيد
 
الحوثي كـ "صياد" للصحفيين اليمنيين!
 قلت مرارا إن أسوأ ما يحصل لليمنيين راهنا، هو انه يحصل لهم من جماعة طهرانية ( من الطهر الذي تتصوره عن نفسها لا من العاصمة الإيرانية طهران) تستحوذ وتنكل وتهيمن، ثم تنتظر من الشعب أن يرفع إليها _ هناك في عليائها_ آيات الشكر والامتنان والولاء.
 
هذه الجماعة ستسلك سلوك الفاشيين بامتياز.
 
ترتكب الفظاعات باعتبارها نبالة ورفعة وتقربا الى الله.
 
***
 
خلال الأشهر الماضية رفضت هذه الجماعة _ وهي جماعة من اليمنيين، لها ظروف نشاتها وسياقها السياسي والاجتماعي، تضم في عضويتها فئات مختلفة من البشر، الطيبين والعاديين و"الخبيثين"، المتعلمين وغير المتعلمين، الريفيين والمدينيين، الجهاديين الاستشهاديين والعلمانيين الدنيويين_ الإقرار بأي انتهاك تمارسه ميليشياتها أو اي جريمة يرتكبها نظامها الخاص.
 
تمارس جماعة الحوثيين الانتهاكات بروحية ثورية.
 
تنتهك ولا تشعر بالعار.
 
هناك ما يمكن وصفه ب" الاخلاقية الثورجية" حيث لا يعد انتهاكا كل انتهاك ضد أعداء الثورة ومن يصفهم عبدالملك الحوثي ب" المتآمرين".
 
***
 
جماعة أنصار الله ليست جماعة من المبشرين يقودها 2 أو 3 من ضحايا النظام السابق ممن صاروا من مشاهير ضحايا حقوق الانسان في العالم العربي. فهؤلاء ليسوا نلسون مانديلا مثلا (!) خرجوا على اليمنيين ينشرون الحب والتواد ويدعون إلى التسامح والصفح وطي صفحات الماضي المرصع بالجماجم والجلود المحروقة والأطراف المبتورة.
 
هي جماعة تحمل السلاح وتعرف نفسها كجماعة من المصطفين الذين خرجوا يطلبون حقا تم الانقلاب عليه قبل عقود او قرون.
 
وهي جماعة تعتمد السلاح أو اضطرت الى اعتماده في مواجهة سلطة باطشة.
 
وهي جماعة يطلب زعيمها الحق في احتكار تمثيل "الزيدية"، كجغرافيا وعقيدة، مقابل السماح للآخرين بالعيش بسلام.
 
وهي جماعة يستبد بها غرور القوة حد الطموح باحتكار تمثيل اليمن كما يظهر من خطابات قائدها وسلوك أنصاره على الأرض.
 
***
 
جماعة بهذه الروحية الاصطفائية الطهرانية، ستقمع وتنكل وتعذب وتقتل.
 
ستفعل كل هذا ثم ستحتقر كل من يتوجع أو يئن.
 
وستعتبر كل فضح لانتهاك تمارسه جريمة توجب عقاب مرتكبها.
 
وستتزود من تاريخها وتراثها بكل ما له صلة بشيطنة الضحايا (دعكم الآن من شيطنة الخصوم!).
 
بدلا من الشعور بالعار جراء ما يمارسه جهازها الامني الخاص ضد اليمنيين، تسارع الى التهكم والسخرية في أهانة عميقة للكرامة الإنسانية.
 
***
 
سيطرة ميليشيا على سكان مدينة أو قرية هو انتهاك عظيم.
 
لكن ميليشيا الحوثيين لا تكتفي بالسيطرة بل تحفر عميقا في جلود اليمنيين... وفي أرواحهم!
 
تحفر أخاديد في "الذات الوطنية اليمنية".
 
تحفر ولا تبالي!
 
لا تبالي كأية جماعة عصبوية متشددة تشيد عالمها انطلاقا من مفاهيم معتقة وتعريفات حصرية.
 
*من صفحة الكاتب بالفيسبوك
الحجر الصحفي في زمن الحوثي