مثل لوح الزجاج !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الأحد ، ٠٨ فبراير ٢٠١٥ الساعة ١٢:٠١ صباحاً
السلطة في اليمن كانت بيد قيادات لم يخاطبوا الناس بوضوح و لم يقدموا خطة عمل و لا امل ناهيكم عن الفساد, لم يقدموا شيئاً سوى الفقر و الصراع و الحورات, و لأنفسهم الغنى و الشركات و السيارات و الرحلات, و مضوا الان يتباكون على ماوصل له الوطن و فقدانهم أياها, و كأنهم اخذو على حين غرة وهم مشغلون في حقول العمل. 
 
ارتهنوا على الخارج و نسوا الشعب في الداخل و ظلوا يتباهون من يرتهن للخارج اكثر, حتى ان لقائتهم خارج الوطن للحوارت كانت اكثر من سفريات البرلمانيين العرب. 
 
خرجنا من اتفاق الى اتفاق و من حوار الى حوار معهم ولم ننجح في واحدة منها و السبب ان الجميع لا يريدون ان يقدموا مصلحة الوطن. 
 
ظلت النظرات قاصرة و الحكمة غائبة فلم نستطيع نكمل بعض او حتى نفهم بعض. ظلت الصورة معتمة و سوف تظل للايام القادمة, اذا لم نسعى الى هدف بعيد عن صورة السلاح و كثرة الحفر في المقابر.
 
 
فاليمن لم تكون بحاجة لحوارات لا تنتهي و لا صراخات, و اليمن لم تكون بحاجة الى قلق الامين العام للامم المتحدة, و لا وساطات المبعوث الدولي, و لا مساعدة الخليج العربي, و لا المحافظة على المصالح الامريكية, و لا رأفة الاتحاد الاروبي. 
 
اليمن كانت في حاجة الى جميع أبنائها يقدموا تنازل من اجل الوطن و يدفعوا بخير ابناء اليمن لمنافسة العالم, هذا يكون عندما نريد ان نحفظ كرمتنا و كرمات الوطن.
 
فلا طرف يقدر ان يغير اليمن الى الافضل و لا توجد حلول واقعية لذلك لاسيما و ذلك يدخل في اطار المعجزة تحت هذه الظروف.
 
فنحن نستطيع ان تكون لنا رؤية لكن لن نستطيع ان نحقيقها لاسيما و الفرق مابين الرؤية و التنفيذ هو نفس الفرق بين الحلم و الحقيقة. 
 
نستطيع ان نتحدى و نقهر اخوننا و نمزق نسيجنا, لكن ننسى ان القوة كانت سوف تكون اكبر في ترابطنا و تكاملنا. انظروا الى انفسكم في الصباح و المساء, انظروا الى اطفالكم و نسائكم, انظروا الى غيركم و اين قد وصلوا بشعوبهم و اجيالهم, و انظروا الى سلوككم و تسويفكم وضُعف التزامكم اين اوصلنا و بسبب أنانيتكم اين سوف نوصل. 
 
فمهما رفعنا الشعارات و تقمصنا ثوب الحكمة و مثلنا الفضيلة فاقولها لكم لن نبني من دون شراكة وطن. فالشعارات وحدها لا تكفي لحل مشكلة ايجاد رغيف واحد.
 
اليوم لايسعني الا ان اقول ان اليمن تحتاج الى تلاحم جميع أبنائها لمنع سقوط الوطن اكثر تحت الازمات الراهنة و القادمة, و التي اسسها لو بحثنا عن السبب لقمة العيش و البحث عن بصيص أمل حتى نستمر. 
 
اليوم نحتاج الى الحكمة و الإيمان فى نفوسنا و قدراتنا اكثر من ذي قبل, لاسيما و اليمن صارت بين ايدينا مثل لوح الزجاج !!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي