عندما يكون ترك الحكم حكمة

عبدالصمد دبوان
الاربعاء ، ٠٤ فبراير ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٥٩ مساءً
عندنا معشر التجار قول مأثور مفاده ( اذا كانت التجاره فيها خساره فترك التجاره تجاره ) وياليت سياسيي اليمن يعملون بهذه المقولة فيكفونا واليمن من تبعات تصرفاتهم التي مابرحنا نعاني منها عبر العقود الاخيره واوصلتنا الى مانحن عليه من تفرق ووهن واحقاد بين مكونات المجتمع اليمني دون استثناء .
 
ان المتابع لاجتماعات المكونات السياسيه والحزبيه المختلفة في اليمن ليعجب اشد العجب من تلهفهم الشديد للوصول لكرسي الحكم وحرصهم على الخروج من اجتماعاتهم المتلاحقه باكبر قدر من اللحقائب الوزاريه والمناصب السياديه وهذا ربما يكون الوضع الطبيعي في اي بلد في العالم ولكن في اليمن بوضعه الراهن فلا يمكن وصف تصرفات هذه النخب الا بالبلاهه المطلقه وانعدام الاحساس بخطورة وضع البلاد الحالي اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا لدرجة تجعل حكم اليمن في الظروف الحاليه اقصر الطرق للانتحار السياسي لاي حزب او مجموعة او نخبة سياسية مهما كانت قوتها العسكرية على الارض او خلفيتها الجماهيرية والتعبويه او حتى الدينيه .
 
 
افضل طريقة لتوصيف وضع الاقتصاد اليمني حاليا هو تشبيهه بمتجر (دكان) توفي صاحبه ويتنازع الورثه للاستئثار بهذا الدكان ولكن فاتهم شيئ مهم ،،، ان البضاعه الموجوده في الدكان تساوي مليون ريال ولكن الديون المستحقه على الدكان بما فيها الايجارات المتأخره وفواتير الكهرباء والضرائب المتراكمة عليه تزيد على اربعة ملايين ريال واجبة الاداء وعليه فان من سيمتلك الدكان من الورثة سيكون مصيره بدون شك الذهاب الى السجن دون شك اذا لم يسدد هذه الديون من ماله الخاص اذا كان له مال خاص اصلا.
 
اكثر مااستغربه هنا هو حرص الجميع على الاستئثار بالقرار الاقتصادي في المرحلة القادمة وكأنهم لايدركون ان الاقتصاد اليمني مقبل على كارثة محققة الا في حالة حدوث معجزة حقيقية ، ومن المؤكد ان من يستأثر بالحكم في هذه المرحلة سيقترن حكمه بفشل ذريع في المجال الاقتصادي بالذات وستكون ( نهايته سوده ) على رأي اخواننا المصريين وهذه النهاية بالتأكيد ستكون اسواء من نهاية حكم الاخوان في مصر واللبيب بالا شارة يفهم .
 
عندما يصل الحال باليمني الى انه لا يقبض مرتبه وان لايجد حاجياته من الغذاء والوقود وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية او ان يفقد بلاده بشكل كامل فلن يكون اي فصيل يتربع على الحكم في مأمن من انتقام هذا الشعب مهما كانت قوته العسكريه او القبليه او قاعدته الجماهيريه واعتقد ان الانتقام لن يقتصر على خلع هذا الفصيل من سدة الحكم فقط بل سيكون هذه المرة من اقترانه بما هو ابعد من ذلك كما حدث في العديد من الدول العربية بالذات وحينها سيصبح الحديث عن النموذج اليمني حديثا مختلفا تماما عما هو عليه الان .
 
اخوتنا في الوطن ، لااقول اتقوا الله في وطنكم فربما لاتهتمون لامر اليمن ولكن اقول خافوا على انفسكم قبل وطنكم ،، اللهم هل بلغت ؟ اللهم فاشهد
الحجر الصحفي في زمن الحوثي