الحوثيون.. من الشراكة إلى الشراهة!

سالم المجيدي
الخميس ، ٢٩ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٧:١٩ مساءً
بغض النظر عما إذا كان هناك فراغ دستوري حقاً في بلادنا من عدمه بعد تقديم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء استقالتيهما ،فهذا لايشغلني البتة لسبب بسيط وهو أننا لم نكن نملك في الجمهورية اليمنية دولة مؤسسات حقيقية حتى نقول أن هناك فراغاً دستورياً.. فدستور دولة الوحدة صلاحيته منتهية ،والدستور الجديد ـ دستور فنادق خمسة نجوم ـ مختطف وهو لازال مسودة، فأي فراغ دستوري نتحدث عنه وهذا الفراغ هناك من سيملأه أصلاً سواءً بوجود دستور أو بدونه، فالشعب اليمني قادر على التكيف والعيش بدون حاكم يحكمه إذا كان هذا الحاكم وجوده وعدمه سواء وليس له الحد الأدنى من التأثير في الشارع اليمني.
 
 
لكن مايشغلني حقاً ويستفزني في آن معاً هي تلك الهرولة والسعي الحثيث لإخواننا في أنصار الله ـ الزاهدين في الحكم ـ إلى تنفيذ الشراكة ـ بحسب مفهومهم ـ ولو بلي الذراع من أجل التغلغل في كل مفاصل الدولة ،ليس حباً في هذه المناصب أو حباً في الوظيفة العامة لذاتها ،ولكن من أجل تطهير مؤسسات الدولة من الفساد المتغلغل ـ كما يدعون ـ حتى أنهم لم يلاحظوا أنفسهم بأنهم قد تجاوزوا الشراكة إلى الشراهة وبطريقة مخيفة فاجأت حلفاءه قبل خصومه.
 
 
فهرولته غير المدروسة للاستيلاء على مقاليد السلطة تجعله أشبه بسائق حافلة يسير بسرعتها القصوى، لكن هذه الحافلة «بدون فرامل» ولكم أن تتصوروا النهاية بعد ذلك ،لأن الشراكة التي يطبقونها اليوم هي شراكة أنصار الله مع أنفسهم.. تشبه إلى حد كبير شراكة ذلك الطفل في المسرحية عندما ذهب إلى والده وهو يبكي شاكياً ابن الجيران «ضربنا بوشه على إيدي» لأن ابن الجيران رفض أن يشاركه في قطعة حلوته على مبدأ «حته ليا، وحته ليا، وكمان حته ليا».
 
 
مشكلة إخواننا في أنصار الله أنهم لايريدون أن يحكموا بصورة مباشرة ويأخذوا الجمل بما حمل خوفاً من أن يحترقوا سريعاً أمام الناس، بينما هم مرحب بهم من قبل الناس إن أداروا الأمور بصورة جيدة بعيداً عن الغرور والإقصاء، لكنهم على مايبدو في طريقهم ليخسروا كل شيء.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي