سبأ وهولاكوا . من ينتصر ؟

عبد الخالق عطشان
الاربعاء ، ١٤ يناير ٢٠١٥ الساعة ١١:٠١ مساءً
على سهول مارب الصحراوية قد نُصبت الخيام وسُورت مارب برجالها يقودهم الملك السبئي ( كرب ايل وتر ) ومعه بقية أقيال اليمن وتبابعتها يقفون صفا واحدا لمواجهة ( هولاكو ومعه الفرس والاحباش ) والذين لم تجمعهم الصدفة وانما جمعهم القدر انتقاما من القبيلة اليمنية الضاربة جذورها في عمق التاريخ والتي تصدت عبر مراحلها وحقبها السحيقة للغزاة بل أن أقيال وملوك وتبابعة اليمن لم يكتفوا بذلك فقد وصلت شهرتهم وهيبتهم إلى بابل والصين .
 
يحتشد الغزاة لاسقاط مارب واحتلالها لاهميتها ولأنها تسيطر على عيون الماء الأسود والذي منه ستخضر الحضارة وتمضي في تقدم وازدهار .. عيون النفط وحقول الغاز أسالت لعاب الغزاة الذين يريدون ضمان بقاء سطوتهم واحتلالهم برافد اقتصادي يعود عليهم بالبقاء واحكام القبضة على مملكة سبأ وحمير ويمنات وريدان وحضرموت والتي تقع تحت إِمرة الملك السبئي ( كرب ايل وتر ) ، الغزاة يريدون أن يتوجهوا بجحافلهم وعتادهم العسكري المسروق والمنهوب من مخازن الجمهورية إلى مارب ويتجهوا تحديدا إلى صرواح وإلى معبد المقه أربعين كيلو متر من مارب حيث سيجدون هناك ( نقش النصر ) والذي نقشه الملك السبئي وخلد فيه انتصراته وانجازاته الاقتصاديه والعسكرية والسياسية .. 
 
إنه نقش يغيض الغزاة ويقهر عنفوانهم ويلهب أكبادهم لأن من لا تاريخ له فلا حاضر ولا مستقبل له ، الغزاة يريدون أن يقيموا لهم نقشا على انقاضه يبينون فيه انتصاراتهم واعجازاتهم ومنجزاتهم .. يريدون ان ينقشو عليه أنهم أسقطوا تل أبيب وامتد سلطانهم من نيويورك في مشرق أمريكا إلى لوس أنجلوس في الغرب ، إن شهرة مملكة سبأ التجارية وتحكمها في ممرات التجارة العالمية بل وسيطرتها على طرق التجارة العالمية تبعث في نفوس الغزاة  الطيش والوحشة والغيرة والانتقام ومحاولة إعادة هذه الشهرة لكن في طريق ودرب واحد وهو إلى فارس دون سواها .
 
إن ملوك سبأ وأقيال حمير وتبابعتها المحتشدين ذائدين عن حياضهم يدركون تماما أنهم سيدافعون عن الأرض والعرض وأنه مهما حلل المحللون ورسموا خطط المعركة وتحدثوا عن جغرافية مارب الرملية وانها في صالح مقاتليها ولقدرتهم على المنازلة فيها ولمعرفتهم بمسالكها ودروبها فإنهم يدركون أيضا ويعلمون علم اليقين أن جبال عمران وصنعاء وذمار واب لم تنجح في رد زحف الأعداء وأن الخيانة وتقاعس الحلفاء وتساهل الأصدقاء كانت هي السلاح الأبرز والتي استخدمها العدو ومع ذلك فإن الملك السبئي قد قال بين جنوده : (بأنه سيقدم النفس والنفيس وما أوتي من جهد وقوة للذود عن مملكته مع بقية حلفائه من الأقيال والتبابعه فإن حالفهم النصر فإنه نصر ليمن ويمنات وإن غُلِبوا فقد أدوا الواجب والحرب سجال وتلك الأيام نداولها بين الناس ....)  
الحجر الصحفي في زمن الحوثي