الأوطان تبنى بالحب

تيسير السامعي
الاربعاء ، ١٤ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٤:٥٤ مساءً
الأوطان تبنى بالحب, وتنتصر بالحب، الشعوب تتغير بالحب، الحب هو أكسير الحياة ,الحب هو أساس الإيمان. قال أستاذ الحب الأول عليه أفضل الصلاة والسلام «لن تؤمنوا حتى تحابوا , ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ،افشوا السلام بينكم » فالحب هو السلام والسلام هو الحب ولا يمكن ان يكون سلاماً بدون حب ولا حباً بدون سلام. 
 
...العنف يزرع الأحقاد , والأحقاد تظل كامنة في القلوب كقنابل موقوتة . 
 
والانتصارات التي تحقق اليوم بقوة السلاح هي هزيمة سوف نتجرع مرارتها غداً , لأن السلاح وسفك الدماء لا يصنع انتصارات حقيقية , إنما يصنع انتصارات وهمية سرعان ما تنتهي. الانتصار الحقيقي هو الذى يحقق بصدق الكلمة وقوة الإرادة والأخلاق الفاضلة والمبادئ السامية... التطرف والمتطرفون آفة الشعوب وسبب دمار الأمم , سواء كان يمينياً أو يسارياً, إسلامياً أو علمانياً , سنياً أو شيعياً، لأنه يتناقض مع سنة الله في الخلق , فالله تعالى خلق الناس مختلفين في كل شيء مختلفين في أشكالهم و في طريقة تفكيرهم , قال تعالى .« ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين» .
 
لكن المتطرفين لا يؤمنون بهذا الخلاف ومصرين على ان يسير الناس وفق أهوائهم، هذا يتولد عنه الصراع الذى يؤدي إلى عدم استقرار الشعوب وإدخالها في عالم الفوضى والحروب وسفك الدماء. 
الإرهاب الذى نعاني منه اليوم وصار كابوساً يهدد حياتنا ما هو إلا نتاج من نتائج التطرف وغياب الحب , فالمتطرفون عندما لم يتقبل الناس آراءهم يلجأون إلى السلاح من أجل فرضه بالقوة تحت ذرائع شتى إما الدفاع عن الإسلام والجهاد من أجل تطبيق الشريعة أو الدفاع عن ميراث آل البيت أو الدفاع عن الأمن القومي وحماية السيادة الوطنية .. 
 
التطرف تسلل إلى عقول كثير من شباب المسلمين نتيجة الفهم الخاطئ والتدين المغشوش كرد فعل لتطرف المستبدين و الطغاة الذين صادروا حقوق الشعوب في الحرية والتعبير. ونتج عن ذلك تشكل المليشيات القتالية التي تقتل وتدمر وتسفك دماء الأبرياء بحجة الدفاع عن الإسلام بينما هي تشوه الإسلام ..وهذه الظاهرة بحاجة إلى علاج جذري ليس مجرد القضاء على المليشيات القتالية والعناصر الإرهابية. 
 
إنما علاج شامل يبدأ من إنهاء بذرة التطرف ونشر الحب وثقافة التسامح والتعايش وأدب الاختلاف وكيفية التعامل مع الرأي المخالف وهذه مسئولية الدولة والمجتمع والمدرسة والأسرة , وقبل ذلك إنهاء مظاهر الاستبداد والإقصاء والتهميش وإيجاد فرص عمل للشباب وتنمية مهاراتهم وقدراتهم. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي