تعز صوت العقل

محمد مقبل الحميري
الجمعة ، ٠٩ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٣١ مساءً
تعز معشوقتي ومعشوقة كل من يسكن فيها من اي مكان كان ، لانها تسحر القلوب بجوها الصافي ونقاء سريرتها وحبها لساكنيها دون تمييز بينهم ، فأهلها ميزتهم الرئيسية البساطة وعشق العلم العمل والمواطنة المتساوبة ، يحبون من سكن معهم ويؤثرونهم على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ، مشاريعهم وطنية خالية من القروية والقبلية والسلالية والمناطقية ، الوطن يسكن في قلوبهم ، وعبر التاريخ هم مشعلوا ثورات التحرر ويقدمون أغلى رجالهم وقودا لها ، يغشون الوغى ويعفون عند المغنم .
 
في وقت الرخاء يزايد عليهم المزايدون ويتطاول عليهم الأقزام المتطاولون وهم صابرين مصابرون ، اما وقت الشدة  فيتوارى كل المزايدون ويختفي الأقزام المتطاولون ، وتجد تعز وابنائها ان قدرهم يوجب عليهم عدم الاختفاء أو دس الانوف في الرمال ، فينبرون للمواقف المشرفة يحملون لواءها غير هيابين للاخطار ولا متوارين عن الأنظار ، مؤمنين ان للوطنية ضريبة لا بد من دفعها من دمائهم وآمنهم وأرواحهم دون حيلة او احتيال ، يحملون الحب لكل أبناء الوطن من المهرة الى صعدة ، ومن يصل اليهم من أقصى الشمال او من أقصى الجنوب يصبح واحداً منهم له مالهم وعليه ما عليهم ، فسكن تعز رجال من حاشد وبكيل ورجال من حضرموت وشبوة ويافع ، ومن مختلف مناطق اليمن ولم يشعر احد منهم انه غريب بل الكل عايشون بود وبنسيج اجتماعي متماسك قلما تجد له مثيل ، ولم يسمع احد من هؤلاء الاحباب اي كلمة مناطقية او طائفية تجرح مشاعرهم او تؤذيهم ، بل ان هناك أسر غير عربية عاشت في تعز وأصبحت جزء من نسيجه الاجتماعي كالأسر ذات الأصول التركية.
 
ان مشروع أبناء تعز مشروعاً وطنيا يحمل الحب والخير لكل أبناء الوطن ، فالحراكي او الحوثي عندما يكونوا في تعز لا يشعرون بالغربة او الاغتراب او العزلة ، مثلهم مثل أبناء تعز والقانون هو الحكم بين الجميع لا سواه دون تعصب لأي اعتبارات خارجة عن القانون  ، فتعز السلم والسلام ترحب بكل أبناء الوطن اخوة كرام نتقاسم معهم كسرة الخبز ، على ان لا يتعالي أي طرف على آخر ، ولا يستقوي احد على أحد ، فطبيعة تعز وأبنائها طبيعة مدنية تكره ألمضاهر المسلحة بكل أشكالها وأنواعها ولا تحب رؤية المسلحين أفرادا او جماعات او مليشيات سوا كانوا من داخل تعز او قادمين من خارجها ، تعز تعشق القانون وتطبيقه على الجميع ، إخواننا من أبناء الوطن  الذين نختلف معهم بوجهات النظر والتوجهات نتخاطب معهم بأرقى الأساليب وننتقي الجمل والعبارات كما ينتقى اطايب التمر ، هدفنا الوصول معهم الى كلمة سواء تخدم الوطن وتوحد الكلمة وترسي دعائم المواطنة المتساوية وفقا لمخرجات الحوار وإرساء الدولة الاتحادية ذات الأقاليم لنكون جميعا شركاء في السلطة والثروة ، لا يستفزنا المسيئون في الخطاب ولا نفرط بحقوقنا ، وهناك طابور خامس او طوابير تحاول إشعال الفتنة والإساءة  للآخرين باسم شخصيات من تعز دون علم هذه الشخصيات بما يتقول باسمهم يسيئون بمثل هذه النشرات او ما ينشر بالفيس بوك والصحافة للآخرين ، خاصة مع تـيـسًُّرْ انشاء المواقع الالكترونية دون حسيب او رقيب ، كما حصل معي بانتحال اسمي بالفيس بوك زورا فقام المزوربنشر مناشير باسمي ، وعطل حسابي الحقيقي بالفيس بوك على اعتبار أني أنا المزور وهو أنا ، وكل من يعرف أخلاقنا وقيمنا يدرك اننا أسمى وارفع من هذه البذاءات مها بلغت درجات الخلاف ، مستلهمين سلوكياتنا في الخطاب من قول الحق سبحانك :(وجادلهم بالتي هي أحسن ).
 
    أبناء تعز يدينون العنف والقتل بكل صوره وأنواعه ، ويؤمنون ان النفس البشرية معصومة بعصمة الله لا يجوز الاعتداء عليها حتى ولو كانت كافرة ، فما بالك بالاعتداء على النفس المسلمة ، اعمال القتل للابرياء في إب وذمار وحضرموت وأرحب وصنعاء ومأرب ، وفي كل منطقة من مناطق اليمن تسقط فيها قطرة دم مدانة نبرأ الى الله منها ، ونعتبرها جرائم كبرى لا يجوز ارتكابها بأي حال من الأحوال .
    هذه هي تعز وهؤلاء أبناؤها الذين هم جزء من النسيج الاجتماعي اليمني الذي يؤمنون به ولن يفرطوا أبداً بوطنهم ولن يكونوا آلِا يمنيبن يحملون هم الوطن وفي المقدمة الحفاظ على أمن واستقرار تعز بسلوك راقٍ متعاون مع الأجهزة الامنية والسلطة المحلية ، لان أمن تعز أمن للوطن كله.
 
 حفظ الله وطننا من كل سوء ومكروه ، وعاشت تعز رافعة راية الحب والإخاء لكل أبناء الوطن .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي