سوف نبعث من برزخ الحياة المتعبة !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الثلاثاء ، ٠٦ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٨:٤٩ صباحاً
الكثير منا يعطي لنفسه الحق في نشر ثقافة جلد الذات و هو يظن انه يدرك امكانيات الشعب اليمني و قد يتهكم من وصف الشعب اليمني بشعب الحكمة.
 
لم نفهم ان الشعب اليمني ليس معه خدمات مثل كهرباء او ماء او صحة او تعليم و مواصلات مثل الخلق و رغم ذلك لا يزال يتصرف بحكمة و صبر. الفقر منتشر في كل اسرة و حارة و شارع و قرية و الدولة و القانون يكادا يكونان مُغيّبين عن دورهما و رغم ذلك يسيّر اموره بما وجد في محيطه و بتكافل الجميع.
 
خرج الشعب اليمني في 2011 الى الشوارع و توقفت الحياة و واجبات الدولة و لم يحمل السلاح حتى يهدم البسيط امامه و ما سوريا و العراق و ليبيا عنه ببعيد، وقع تحت سيطرة مجموعة من ابنائه و رغم ذلك صفح حتى يفوت الفرصة في تمزيق نسيجه الاجتماعي. المنطقة الاقليمية تتاجر بمصيره و رغم ذلك لا يزال متماسكاً و متسامحاً. كون الازمات تعصف بوطنه و كون قياداته تائهة و غير واضحة و دخل بموجب ذلك برزخ و كابوس الحياة المتعبة لم يحبطه في مسيرته و في مواصلة حياته, و في المحصلة ذلك ليس كل اليمن.
 
و حتى تفهموا ذلك انزلوا الى المدن و القرى و الشوارع و الحارات و سوف تجدون شعبا عظيما, مكافحا, مجتهدا, صبورا , متعاونا و متماسكا لم تفارق الابتسامة وجهه برغم الامكانيات الشحيحة و صعوبة الحياة. انزلوا الى المدن و القرى و الشوارع و الحارات و سوف تجدون ابناءنا طيبين و كرماء برغم ان كثير منهم فقد الامل في الرئيس هادي و الاحزاب و الحكومة في الخروج معهم من كابوس الحياة المتعبة . 
 
بالرغم من ذلك ستجدون ابناءنا مبدعين في تصريف امور حياتهم برغم عدم وجود من يتكفلهم او يمسك بأيديهم. بالرغم من ذلك ستجدون ابناءنا نضجوا في معترك الحياة نشاهدهم امام المدارس و في الشوارع و الاشارات يبيعون ماتيسر من اجل لقمة العيش من دون ان نمد لهم يدا نخجل امامهم ان هناك حكومة من 31 وزير . شعبنا يعيش في برزخ الحياة اليومية المتعبة لكن لم يفقد احلامه بعد و لم يسقط كرامته و لم يتاجر باخلاقه و لم يبخل في تضحيته.
و مختصر الامر نقول لهم اليمن عمرها ليس 52 سنة و ليس 33 عام او 3 اعوام و انما منذ أبونا سام و هي ارض طيبة تعطي ابناءها الصالح و الطالح و لم تاخذ منهم الا القدح و الذم. اليمن أعرق دولة في المنطقة تعيش اخر حلقات مهزلتها السياسية العبثية، و التي يجب ان تنتهي. نقول لهم نحن في هذا الوقت لا نحتاج الى جلد الذات و انما الى قيادة مخلصة و حكيمة و متعلمة و سوف نبعث من برزخ الحياة المتعبة التي وصلنا اليها!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي