السبت ، ٠٣ يناير ٢٠١٥
الساعة ٠٧:٢٨ صباحاً
جاري كان يبلغ من العمر 92 عام و كان عندما التقي فيه يقول لي انه لن يموت الا عندما يبلغ من العمر 95 على الاقل .و حجته ان ابوه مات في 95 و اخوه الكبير كذلك, فلماذا يجب ان يموت قبلها اذاً.؟ تلك الايام كان قد دخل علاقة غرامية و حب جديدة مع واحدة عمرها 72 سنة و كانوا يخرجون معا مثل المراهقين. كنت بصراحة ارتاح جدا و انا اسمع له و اشاهد سعادته. و كنت حزين اكثر بعدها عندما مات و عمره 93 سنة بسبب حادث لانه لم يكمل السنتين التى ارادها.
جاري الاخر عمره 74 عام يصحى الصباح في الشتاء على مشارف الساعة الخامسة و النصف و يذهب الى البحيرة القريبة يسبح فيها دقائق و يعود حتى يزيح الثلج من امام العمارة بعمل تطوعي و من دون مقابل. اخرج الساعة السابعة صباحا و اجده امامي كل يوم يبتسم و يستمتع بالحياة. هذا اسميه انا سوبرمان, لانه عندما يسلم عليا يهز يدي لدرجة احس انه لو خبط الحائط فلن يصمد امامه. هذا يعيش حياة المعاش رياضة و خروج بالعجلة "دراجة" و في الصيف يقف في وسط المدينة يبيع فرولة من حديقته او غيرها برغم انه لا يحتاج المال حسب مافهمت منه و لكن متعة العمل جزء من الحياة. جاري في الدور الرابع ايضا على المعاش احاول اتجنبه لانه سوف يتناقش معي حول امور الكون كله و حول كل ماقرأه في الصحف في ذلك اليوم و هو طول وقته سعيد و على العجلة " دراجة" من مكان الى اخر و عمره على مشارف ال70 . و جارتي التي طلبت مني ان اترجم لها ميراثها من اختها في بريطانيا تعدا عمرها 80 سنة. المهم الكل ينتظر بفارغ الصبر ان يطلع على المعاش و الكل يبدأ معه مرحلة جديدة و اكثر راحة في اخر مرحلة للحياة, و التي قد تصل الى 30 سنة. و الكل يبتسم و غير قلق و يحاول يكون اكثر سعادة.
في اليمن بعد سن ال 50 الكثير يتساقطون كورق الخريف بعد ان يصلوا الى مرحلة الاحباط او الاستسلام للوضع و المرض و الفقر او قلة المال. لا عناية صحية, لا ثقافة رياضية, لا تغذية صحية, لا راحة نفسية, لا بئية نظيفة, لا امان, لا مال, لا بيت او وظيفة سع الخلق, و القات و السموم و القلق على الاطفال و مستقبلهم في بلد تنتشر فيه الصراعات اكملوا على الباقي, فلم يبقى بعد ذلك وقت في حياة الكثير للتفكير في سر توجدنا في هذه الحياة او حتى الاستمرار فيها !!!!!