الحب للحياة من حياتنا اختفى !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
السبت ، ٠٣ يناير ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٢٨ صباحاً
جاري كان يبلغ من العمر 92 عام و كان عندما التقي فيه يقول لي انه لن يموت الا عندما يبلغ من العمر 95 على الاقل .و حجته ان ابوه مات في 95 و اخوه الكبير كذلك, فلماذا يجب ان يموت قبلها اذاً.؟ تلك الايام كان قد دخل علاقة غرامية و حب جديدة مع واحدة عمرها 72 سنة و كانوا يخرجون معا مثل المراهقين. كنت بصراحة ارتاح جدا و انا اسمع له و اشاهد سعادته. و كنت حزين اكثر بعدها عندما مات و عمره 93 سنة بسبب حادث لانه لم يكمل السنتين التى ارادها.
 
 
جاري الاخر عمره 74 عام يصحى الصباح في الشتاء على مشارف الساعة الخامسة و النصف و يذهب الى البحيرة القريبة يسبح فيها دقائق و يعود حتى يزيح الثلج من امام العمارة بعمل تطوعي و من دون مقابل. اخرج الساعة السابعة صباحا و اجده امامي كل يوم يبتسم و يستمتع بالحياة. هذا اسميه انا سوبرمان, لانه عندما يسلم عليا يهز يدي لدرجة احس انه لو خبط الحائط فلن يصمد امامه. هذا يعيش حياة المعاش رياضة و خروج بالعجلة "دراجة" و في الصيف يقف في وسط المدينة يبيع فرولة من حديقته او غيرها برغم انه لا يحتاج المال حسب مافهمت منه و لكن متعة العمل جزء من الحياة. جاري في الدور الرابع ايضا على المعاش احاول اتجنبه لانه سوف يتناقش معي حول امور الكون كله و حول كل ماقرأه في الصحف في ذلك اليوم و هو طول وقته سعيد و على العجلة " دراجة" من مكان الى اخر و عمره على مشارف ال70 . و جارتي التي طلبت مني ان اترجم لها ميراثها من اختها في بريطانيا تعدا عمرها 80 سنة. المهم الكل ينتظر بفارغ الصبر ان يطلع على المعاش و الكل يبدأ معه مرحلة جديدة و اكثر راحة في اخر مرحلة للحياة, و التي قد تصل الى 30 سنة. و الكل يبتسم و غير قلق و يحاول يكون اكثر سعادة.
 
 
في اليمن بعد سن ال 50 الكثير يتساقطون كورق الخريف بعد ان يصلوا الى مرحلة الاحباط او الاستسلام للوضع و المرض و الفقر او قلة المال. لا عناية صحية, لا ثقافة رياضية, لا تغذية صحية, لا راحة نفسية, لا بئية نظيفة, لا امان, لا مال, لا بيت او وظيفة سع الخلق, و القات و السموم و القلق على الاطفال و مستقبلهم في بلد تنتشر فيه الصراعات اكملوا على الباقي, فلم يبقى بعد ذلك وقت في حياة الكثير للتفكير في سر توجدنا في هذه الحياة او حتى الاستمرار فيها !!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي