ارحب امتلكت امتياز تجنب الحرب

عزوز السامعي
الثلاثاء ، ١٦ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٣٩ مساءً
يعتقد الحوثي ان نصره في صنعاء يظل منقوصا ببقاء منطقة ارحب العنيدة خارج طوق زنده المليشيوي، ولذا عليه تأديب هذه القبيلة وشيوخها الذي تسببوا ذات يوم في دفع الامام علي للنزول من السماء في مشوار ليلي خاص لتوبيخه ، ولا مشكلة بالطبع في ان يدفع الثمن عشرات الألوف من سكان منطقة ارحب الذين عاشوا ليلة رعب بتدافع عناصر المليشيا لاقتحام المنازل وتفجيرها وممارسة اعمال ارهاب اخذت طابعا انتقاميا من مشهد الوحشية والفضاضة التي بدت عليها .
 
ارحب مديرية وعرة الجغرافيا والقوم ، وكان يمكن لها ان تصمد لاعوام دون ان تطأها اقدام القادمين من مغارات ماقبل التاريخ ، لكن السياق العام لمشهد البلد كان يقتضي ان تتحول ارحب الى حظيرة للجان المقاتلين القرشيين تماما كهمدان وبني مطر والعاصمة وبقية المحافظات .
 
تحت حوافر خيول المليشيا سقطت ارحب ثم لم تندب حظها في السقوط السريع ، ذلك ان عزاؤها ظل حاضرا في عاصمة متخمة بالعسكر والعتاد الحربي تقاصر صمودها عن بلوغ 12 ساعة ، فضلا عن ان ارحب امتلكت امتياز المبادرة الى تجنب الحرب ، والانحناء الاجباري  لحمى فوهة مدفعية خارجة عن القانون ومتجردة من كافة اخلاقيات الحرب .
 
لم تكن ارحب يوما مركز الدولة ولم يكن الحنق قائدا عاما للقوات المسلحة وحين قررت هذه المديرية الكافرة بفكرة الخنوع ان تواجه جحافل ابو علي ، " وانجال علي "  كان دافعها الاوحد هاجس الشرف الذي يراود ذهنيتها القبلية الصارمة والمحكومة باندفاعات وفزعات اكتسبتها كموروث قبلي ماجد ،غير ان افاقتها على زمن متخم بقيم رديئة ، وقوم لبسوا الخنوع دروعا واقية من حرية  يمكن استقطاعها عبر نزر يسير من الكرامة ؛ دفعها الى مراجعة حساباتها فكان القرار بترك حبائل اللعبة القذرة تمارس تطويق ارحب  فليست هذه الحبائل أكثر متانة وحزا على رقاب اهالي  ارحب من تلك التي طوقت عنق العاصمة ، وكبلت حوافر الجيش الوطني !
 
اما الحديث عن اسهامات شيوخ ارحب في اضعاف قبضة الدولة لسنوات عبر استقطاع هذه الجغرافيا والتحكم في مصيرها فلا يمكن ان يصدر الان الا عن روح متطلعة الى لعب دور المتشفي المتلذذ على وقع تساقط الكرامة هنا وهناك .فكل روح نظيفة ومتحررة من قيود الغل الاعمى ستمنح  الصفح لماض ردمت مساوئ المليشيا كل سوءاته بل ومنحته رونقا خاصا كحالة تكتسب أبعادها الموضوعية من طبيعة ذلك الماضي وظروفه التي امتاز بها  .
 
سقطت ارحب بعد ان تمرغت سمعة الجيش الوطني في الوحل ، وانتكست رؤوس شيوخ هذه القبيلة بعدما صب نادل القصر سائل القهوة لقطاع الطرق ، ومد كل رجال السلطة حواف شفاههم لتقبيل يد رجل اشعث الرأس كان قبل 21 سبتمبر بسنوات قليلة يتزعم عصابة احتيال ونصب في اسواق باب اليمن
 
أيا يكن الذي حصل لارحب فإن التاريخ لن يغفل هذه الحقيقية ، مؤكد انه لن يغفلها !
الحجر الصحفي في زمن الحوثي