التقارب الحوثي الاصلاحي بين الرفض والقبول

محمد مقبل الحميري
الاثنين ، ٠١ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:١٤ مساءً
نبارك تقارب الإصلاح مع انصار الله وبوادر الاتفاق ، ونعتبرها خطوة شجاعة ذهاب وفد من قيادة الإصلاح الى صعدة ، وأقول للمنتقدين لهذه الخطوة ان صعدة ليست تل أبيب ولكنها محافظة يمينية ، والحوثيون مهما كان الاختلاف معهم عميقا فليسوا حزب الليكود ، ولكنهم يمانيون أيضاً ، ولكن الامر الأهم الذي يجب ان نخاطب به الحوثيين والإصلاحيين ونشدد عليه ان نقول لهم ان اي اتفاق يجب ان يكون من اجل اليمن وإرساء دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية والتجرد من المصالح الضيقة سواء كانت حزبية او فئوية او شخصية ، وان لا ينظروا لليمن ك كعكة تتقاسمونها بينهم ، وان يضعوا حدا لنزيف الدم اليمني ، ونعمل جميعا على بناء جيش وطني بعيدا عن المحاصصة والاستحواذ على المواقع القيادية فيه ، كما يجب أن يعلي الطرفين من قيمة حقوق الانسان واحترام القانون ، فالدم والمال والعرض كلها مصانة ، وتجريم الاعتداء عليها ، ولا عقوبة الا بقانون.
 
هذا الصلح أرجو ان يشعر به ساكني صنعاء وابنا المحافظات الاخرى بأن تحل الأجهزة الأمنية محل المليشيات وتتولى الحكومة والدولة كامل الصلاحيات . ونشعر نحن هنا في تعز ان المليشيات قد انسحبت من إب ، وأصبح اقليم الجند خالٍ من ً أي مليشيات او مظاهر مسلحة ، وأصبحنا في تعز غير قلقين من اي مفاجأت غير سارة ، حينها سنجد انفسنا نكرر بعفوية صرخة انصار الله ( الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام) ، ونكرر شعار الإصلاح :( الله غايتنا ، الرسول قدوتنا ، الجهاد سبيلنا ، الموت في سبيل الله أسمى أمانينا).
 
أكرر اننا متفائلون بهذا التقارب رغم تفاجوئي به في البداية ، ولكني بعد اكثر من يوم وليلة من سماع هذا الخبر انشرح صدري له ، فاليمنيون تعبوا كثيراً وضحوا أكثر ونزيف دمهم لا زال مستمر ، وأي خطوة تحفظ الدماء وتصون الأعراض وتؤمن الناس وتعمل على توحيد كلمة أبناء الوطن من اجل الوطن نحن معها ، ويجب ان نؤيدها تأييدا مشروطا بما ذكرته آنفاً، وبقدر ما يقترب اتفاقهم مع المصلحة العامة سيكون تأييدنا ووقوفنا معهم ، وقادم الأيام ستبين مدى صدق توجههم ، ونتمنى ان يكون الجميع صادقون ، كما نتمنى ان ينفتحوا على الاحزاب الاخرى وكل مكونات المجتمع ليصبح كل أبناء الوطن شركاء في الهم الوطني وفي بناء الدولة وفقا لمخرجات الحوار التي توافق عليها اليمنيون ، فلنتفق أبناء الوطن جميعا سواء بسواء دون استحواذ او هيمنة من طرف على آخر ، فليس هناك بديل للاتفاق سوى الصراع الاحتراب ، والضحية سيكون الوطن. 
 
  
          حفظ الله اليمن ووحد كلمة ابنائه على الخير والمحبة والبناء.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي