المنتخب السعودي والجماهير اليمنية

محمد مقبل الحميري
الجمعة ، ٢١ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٠٩ مساءً
وصلتني رسالة عبر ألوتس اب من قِبل الأخ الشيخ عبدالرحمن احمد عبدالرحمن نعمان ، يشيد فيها بدرو الجماهير اليمنية العظيمة التي ضربت اروع الأمثلة في الوطنية ، بوقوفها صفا واحدا خلف منتخبنا الوطني ، وفي رسالته اقترح او تمنى لو ان هذه الجماهير الرائعة استمرت بتشجيع المنتخب السعودي لتصلح ايضا مارافسدته السياسة .
 
اعجبني مقترح الشيخ النعمان فأقول : ان الموقف الوطني الرائع لجماهيرنا اليمنية الاصيلة المتواجدين على ارض المملكة اذهل كل المتابعين للحدث الرياضي بل واذهل المتابعين للشأن السياسي على مستوى الإقليم والوطن العربي بل والعالم اجمع ، فهذه الجماهيرتحدت الضروف التي تعيشها اليمن وتجاوزت كل الشقوق والانقسامات التي أحدثها الساسة في الداخل ، والتفت بكل اطيافها وتركيبتها التي تمثل مختلف مناطق اليمن حول علم الوحدة وانشدت بصوت واحد وقلب واحدٍ :( بالروح بالدم نفديك يايمن) ،، فكانت هذه الجماهير بحق روح الوطن التي رممت كثيرا مما أفسدته السياسة وانانية السياسيين ، ومهما نتحدث عنها فلن نوفيها حقها ، وأحسن وفاء لهذه الجماهير ان يستوعب الدرس من قبل النخب والأطراف اليمنية المتصارعة ويعمل الجميع من اجل الوطن بتجرد ومن يشذ عن هذا المسار الذي رسم من قبل هذه الجماهير الوطنية ، يعرى ويعزل كما يعزل الاجرب من بين الأصحاء .
 
أعود للمقترح فأقول وأنا أتمنى ما تمناه الشيخ النعمان بأن تقف جماهيرنا العظيمة او جزء منهم بالاستمرار في تشجيع المنتخب السعودي لعدة اعتبارات : منها أنهم متواجدون في ارض المملكة ومقيمون فيها ومن الوفاء ان يكون المنتخب السعودية صاحب الأحقية بتشجيعهم له بعد منتخبهم الوطني ، ولان علاقات اليمن مع السعودية هي المؤثرة والمتأثرة سريعاً ومتداخلة مع بعضها كون  البلدين اقرب لبعضهما من كل البلدان الأخرى ومصالح اليمنيين في المملكة أكثر من أي بلد خليجي آخر رغم ما يعتري العلاقة بين الساسة من فتور بين الحين والآخر ، وكذلك الطباع والعادات والتقاليد والتداخل الأسري والقبلي بين البلدين الجارين ، والاهم من كل ذلك ان الرياضة اصبحت ذات تأثير سريع في أوساط المجتمعات ولغتها تصل للقلوب قبل العقول ، وبهذا فإن هذه الجماهير بهذا الموقف ستتخاطب مباشرة الجماهير السعودية ، وستصلح ما علق في النفوس من سلبيات بسبب السياسة والسياسيين ، والشعبين لا غنى لهما عن بعضهما رغم ما يصنع بينهما احيانا من حواجز نفسية ليس لها اصل على الواقع ، وبهذا ستكون هذه الجماهير ، قد نجحت  بما لم ينجح به الساسة على مستوى الداخل بإيقاض الروح الوطنية وعلى مستوى الخارج بما لم تستطع السياسة والدبلوماسية ان تنجح به وخاصة مع الشعب السعودي الشقيق .
 
هذه وجهة نظر أرجو تنال الرضا والتفاعل معها بما يخدم الشعبين الشقيقين .
 
                
الحجر الصحفي في زمن الحوثي