لا نريد أن تسقط أيضا معاقل الأخلاق !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاربعاء ، ١٩ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٤١ مساءً
كنت قد كتبت كثير عما يدور في اليمن و كنت أحب أن أتطرق اكثر إلى الفساد المالي و الإداري و التعلمي وغيره في الدولة و كيفية الخروج من ذلك, لكن لماذا الكل يكتب في نفس الموضوعات التي لن نغيرها نحن و لماذا لا نكتب في موضوعات نحن نستطيع تغييرها ؟.
 
صحيح أننا نعلم بأمراض مجتمعنا الناتجة عن الوضع السياسي و محصلته من تدهور العملية التنموية و الاقتصادية, و التي أدت إلى انهيار الطبقة الوسطي و إزدياد الفقراء و بقي القليلون من النافذين من أهل السلطة و الجاه يزدادون غنى على غناهم حتى أن الاختلاسات و الرشوة صنفت منهم على أنهما باب من ابواب الشطارة و سكتنا عن ذلك لاسيما و ذلك بعيد عن الاطفال و الاعراض. 
 
لكن اليوم يجب على الجميع أن يكتب عن المستجدات الغريبة في المجتمع, و التي تتمثل في إختطاف الأطفال من المدارس و إزدياد حوادث الإغتصابات و انعدام وجود الدولة كمنظومة أمنية تحمي الحياة و السكينة في المجتمع, حتى صرنا نحلم مثل الافلام بوجود دولة تضرب بيد من حديد ضد مرتكبي جرائم خطف الأطفال و القتل و لكل من تجاوز ذلك. فصحيح أن التدهور السياسي و الاقتصادي و الأمني المستفحل طغوا بجحافلهم الجرارة و الشريرة على حياتنا لكن لا نريد أن تسقط أيضا معاقل الأخلاق و القيم و المثل الرفيعة في المجتمع اليمني حتى لا نصاب بعدها بشلل دائم.
 
فتهاون المجتمع مع المغتصب و المختطف للبنات و الأطفال مثلا و عدم الافصاح عن شيء بحجة أنهم من اسرة معروفة و يخافون الفضيحة تسقط معاقل الأخلاق و القيم. ليس ذلك فحسب بل و تقليله من شأن خطورة مثل هذه الجرائم و عدم الحديث عنها في الجوامع و المجالس و عدم تشكيل حراك من منظمة المجتمع المدني و المثقفين و الأمن ، و ان حصل يتم إلقاء اللوم على من يتم اغتصابهن او اختطافهن, هذا بحد ذاته له دور كبير في تشجيع المغتصب على جرائمه و اختطافته، و هو ما يزيد من معدل تلك الجرائم في المجتمع. 
 
فجميع قصص الاختطافات و الاغتصابات في اليمن تؤكد بأن المجرمين واصلوا طريقهم القذرة بكل هدوء وثقة و اطمئنان, الذي ضمنه لهم الانهزام و الضعف الذي أصاب شرائح المجتمع من الأسرة إلى رأس الدولة, لدرجه تمنعهم من الضرب بيد من حديد او حتى الصراخ ضد هذه الظاهرة الاجرامية العنيفة ضد الأطفال او النساء او التصدي لها.
 
صحيح أننا مجتمع يبكي اذا رأى حمامة مذبوحة, و شديد القوة إذا كان هناك عصبية جاهلية او صراع ديني, و صحيح أننا مجتمع مثقف حتى الثمالة, لاسيما عندما نتحدث عن مشاكل الكون بمجالسنا و نناقش مشاكل امة لا اله الا الله من سنة 37 هجرية و نتعارك على الاختلافات الفقهية و قد نقطع رقاب بعضنا, و صحيح أننا مجتمع نصرخ و نتألم في صلاة الجمعة عندما نسمع بمجزرة في السنغال او زحل, و لكن مجتمعنا بكل شرائحه سقيم و ضعيف عند الحديث عن ظاهرة الاغتصابات و التحرش الجنسي او الاختطافات لدرجة انه يخذل و يظلم الضحية و يزيد الطين بلة انه يُقيم عليها الحد بحبسها في بيتها، و ننصر المجرمين و نأمنهم بعدم البحث عنهم و القصاص منهم.
 
 
فالكبت الجنسي كان يكبح تلقائي خوفاً من العقاب الديني و الدولة و بفعل الحياء من المجتمع، اما الآن فان الأمور اختلفت، فالشاب يندفع و بدون تفكير للجريمة من اجل افراغ الغريزة و يصل الحال إلى اختطاف و اغتصاب و قتل و هذه الجرائم خير شاهد على خطورة المشكلة داخل المجتمع، كما أن النفاق الاجتماعي و الخوف من الفضحية و غلاء المهور و انعدام المناهج التربوية و الحراك المجتمعي و عدم وجود ثقافة الدفاع عن النفس عند البنات يساهم و بشكل كبير في تفشي ظاهرة الاختطافات و الاغتصابات من دون أن يدرك.
 
و بصريح العبارة الاختطافات من المدارس و الاغتصابات و التحرش بالنساء "الغير معلنة" يجب من الجميع الوقوف ضدها و بذل الغالي و النفيس في القضاء عليها و لا بد من دق ناقوس الخطر و دعوة الإخوة الكتاب و المسئولين و منظمات المجتمع المدني لدراسة هذا الوباء الذي تفشى و إيجاد الحلول الناجعة و العمل بها, لاسيما و مثل هذه الظاهرة لن ينج منها بعدها إلا من أسس بنيانه على قواعد مسلحة خارج الوطن أينما تجد روح الاسلام في السلوك و المعاملة.!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي