الحوثي ..و سيناريو أيران

هيثم الخضر
السبت ، ٠١ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٠٢ مساءً
الاحداث التي مرت بها اليمن طيلة الشهريين الماضيين و ما شمله السيناريو من اكشن و تطورات متلاحقة و تبادل الادوار و نهايات دراماتيكية لبعض الاطراف و ظهور سيناريو جديد و ابطال جدد و حتى قصة جديدة و كل هذا يحدث في فلم واحد... جعلت اكبر منتجي افلام هوليود و حتى الافلام الهندية بكل ما تحمله من الخرط الهندي يقفون حائرين و "مطننين" و ينظرون باستحقار لافلامهم و انتاجاتهم مقارنه بالاكشن الحاصل في اليمن.. احداث و تطورات حتى لو اراد احدهم ان يصف ما يحدث فيها فلن يستطيع و لن يسعه الوقت ليتحدث عن واقع ما يجري في اللحظة الا وقد تغير الواقع 180 درجه في عكس الاتجاة.
 
و كمثال على هذا لفت نظري اليوم في القنوات الاخبارية انها تفتتح عناوين أخبارها بخبر مفاده ان الحوثيين يعلنون منح الرئيس هادي 10 أيام للبدء بتشكيل حكومه.. مالم فسوف يضطرون الى ايجاد بديل يتمثل في مجلس انقاذ وطني.. و انشاء لجان شعبية في عموم المحافظات..
تفاجأت في البداية و ظننت الأمر مزحه لان الجماعه مطالبهم  في الامس القريب كانت اسقاط جرعة و تغيير حكومه و تنفيذ مخرجات الحوار الوطني و فجأة اصبحت اسقاط عاصمة و اسقاط محافظات و اتفاقية سلم و شراكة..
 
بس قالوا كله عشان سواد عيونك يا وطن.. و اتفقت القوى و قلنا خلاص يكفي دماء و حان وقت البناء..
لكن ما نراه اليوم ليس له تفسير الا ان يكون محاولة انقلاب غير معلنه بشكل صريح.. حتى و ان تم اعلانه من شخصيات و مشائخ الدرجه الثانية و غير رسمي و عبر تشكيل جديد يسمى ( حكماء اليمن ) غاب عنه تقريبًا كل حكماء اليمن و شخصياتها البارزة... الا ان الخطورة لا تتمثل في البيان الذي اصدروه ولا الشخصيات التي تحدثت فية.. 
 
الخطورة تكمن الكشف عن نوايا جديدة لجماعة انصار الله.. هذه النوايا التي من شدة خطورتها لم تجروء الجماعة على إعلانها بشكل رسمي و كلفت مجلس حديث النشاة و شخصيات مرفوع عليها القلم للحديث عنها.. و كله لاجل جس النبض و قياس جو الشارع و رده فعل الراي العام. و عليه يحددون موقفهم الرسمي و هو و سيكون موافق لما ستكون علية ردة فعل الرأي العام.. فان كسب الكلام صدى واسع و تاييد سيتبنون الموقف... أما لو كان العكس فهم سيتبرؤون منه كما اعلن اليوم احد قادتهم في قناة السعيدة و بكل بساطه صرح بان هذا البيان لا يعني بالضرورة موقف انصار الله.. 
 
احيي الحوثي على هذا الذكاء و لكن مالم يحسب حسابة هو ان حكماء اليمن الحقيقين لن يقبلوا بإسقاط اخر شكل من اشكال الدول و سلطتها التنفيذية و المتمثل بمؤسسة الرئاسة...
لم يعد لدى اليمنيين ما يجعلهم يحسوا بان لديهم دولة الا مؤسسة الرئاسة. فلا حكومه ولا جيش ولا قضاء يقوم بعملة.... لم يتبقى من المبادرة الخليجية الا الرئيس هادي و مؤتمر الحوار الوطني.... و اي محاولة للمساس بهذين الكيانين ماهو الا ارجاع الوطن لمربع الصفر و بعدها سيفرض واقع القوة نفسة في الساحه.. و يصبح الامر اشبة بمصارعة البقاء للاقوى و نظام الغاب و اقوى طرف يستطيع ان يرغم كافة الأطراف على الواقع سينفرد بحكم اليمن.. 
 
ولنا في التاريخ عبرة و عظة و التاريخ يقول لنا في عشرات المرات ان اليمن من المستحيل ان ينفرد بها طرف و يقصي جميع الاطراف.. و أقرأوا التاريخ جيدا حتى على الاقل في اخر سبعين سنه لم ينفرد بحكم اليمن احد الا و سقط... فحبذا لو سقط ان لا يسقط الوطن معه.. متى سيفهم الحوثي و غير الحوثي من القوى السياسية ان الوطن للجميع. .
 
فأما ان نعيش معا كالاخوة او نموت جميعا كالاغبياء..
الحجر الصحفي في زمن الحوثي