مسيرة الرحيل !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الاثنين ، ٢٠ اكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٠٢:٢٢ مساءً
كثرة الأزمات اثرت على مجمل العمليات الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية في البلاد في الوقت الراهن, مما سوف يولد ازمات قادمة و غريبة على مجتمعنا ليست في الحسبان. 
 
فمؤشرات الوضع الاقتصادي مثلاً لا تبشر بخير, اذا لم يظهر استقرار سياسي امام المجتمع الوطني و الاقليمي و الدولي و بسرعة . فالدعم السعودي و الخليجي سوف يتوقف, اذا لم ترسل لهم تطمينات ان الدولة يدها هي العليا و لن تنتهج سياسات متناقضة, و جادة ايضا في القيام بعملها من اصلاحات عامة في جهاز الدولة . المستثمرون و رأس المال سوف يتركون الوطن, اذا احتفظ الجماعات المسلحة بسلاحهم و صاروا موازيا للدولة, لان ذلك سوف يبشر بازمات قادمة. العقول اليمنية سوف تهاجر كما هو الحال مما سوف يؤدي الى انهيار المؤسسات التعليمية و الانتاجية, اذا لم تظهر الدولة المدنية. المغتربون سوف يسعون الى الاستقرار و استثمار مدخراتهم في عقارات خارجية و اقامات في دول تستقطب المال بدل عن اليمن من باب الامان و البحث عن وطن بعيد عن الازمات مما يفقد اليمن المبادرة في استقطابها. المشاريع الإستراتيجية المخططة سوف تعلق و تفشل, اذا تم تاسيسها كاستحقاقات في المرحلة القادمة. 
 
السوق السياحية و العقارية سوف ينهاران في اليمن اكثر و لسنوات, و بالذات اذا ظهرت الدولة هشة لفترة طويلة تتجاذبها اللجان و الازمات. و حركات الطيران سوف تتقلص و قد تتوقف مما يعزل اليمن عن محيطه و العالم, اذا لم نتوقف على استثمار الازمات و الحشود و الاحتراب. الشركات الاجنبية سوف لن تغامر بدخول اليمن, اذا لم يختفي السلاح و الجماعات المسلحة و الجهادية من المشهد. الدعم الدولي سوف يتوقف, اذا لم تتجلي صفاء الرؤية للدولة. و السفارات الاجنبية سوف تغلق لاسيما وهي الان قد تقلصات في كادرها مما يؤزم الامور اكثر و بالذات عند الخروج و السفر من اليمن او المساعدات و القروض و غيرها. المنظمات الدولية العاملة في اليمن سوف ترحل اذا لم يتوفر الامن و الامان و السفارات. الشركات النفطية و الغازية قد تتوقف في عملها , اذا لم تظهر المؤسسة الامنية بشكل فاعل.
 
و مختصر الامر الازمات و الاحتراب ليست في مصلحة احد لاسيما و اليمن سوف تتضاعف عليها الضغوط و المشاكل, و لكن نأمل ان نكون كبرنا و تعلمنا بعد هذه الازمات. فالشعارات و الرغبات وحدها لا تكفي في التنمية و الحياة الكريمة.
 
و برغم ذلك لازلت متفائل بقدرة و حكمة شعبنا على تجاوز هذه الازمة و الخروج منها و الانطلاق مع قيادتنا الى ازمة جديدة في مسيرة الرحيل الدامي من مرحلة الى مرحلة .!!!!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي